أم سلمة، فقلت: ما تشبع من أم سلمة؟ / فتبسم، فقلت: رسول الله ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين [١] إحداهما عافية لم ترع، والأخرى قد رعيت، أيهما كنت ترعى؟
قال: التي لم ترع، قلت: فأنا ليست كأحد [٢] من نسائك، كل امرأة من نسائك قد كانت عند رجل، غيري، قالت: فتبسم رسول الله ﷺ [٣] .
وأخرج عن ثعلبة بن أبي مالك قال: رأيت يوم مات الحكم بن أبي العاص [٤] في خلافة عثمان ضرب على قبره فسطاط في يوم صائف، فتكلم الناس فأكثروا في الفسطاط، فقال عثمان: ما أسرع الناس إلى الشر وأشبه بعضهم ببعض، أنشد الله من حضر نشدتي، هل علمتم عمر بن الخطاب ضرب على قبر زينب بنت جحش فسطاطا؟ قالوا: نعم، قال:
فهل سمعتم عائبا عابه؟ قالوا: لا [٥] .
وأخرج عن عروة قال: قلت لعائشة يا خالة، أي نساء رسول الله ﷺ آثر عنده؟
فقالت: ما كنت استكثره، ولقد كانت زينب بنت جحش، وأم سلمة لهما عنده مكانة، وكانتا من أحبّ نسائه إليه فيما أحسب بعدي [٦] . وقال أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال عن عبد الله بن عمر قال: لما اجتلى النبي ﷺ صفية، رأى عائشة متنقبة وسط النساء، فعرفها فأدركها فأخذ بثوبها فقال: (يا شقيراء، كيف رأيت، قالت رأيت يهودية بين يهوديات [٧] ./
وأخرج عن طارق بن شهاب قال، قال رجل من بني تميم لعمّار بن ياسر: يا أجدع، فقال عمّار: خير أذنيّ سببت، قال شعبة: يعني أنها أصيبت مع رسول الله ﷺ [٨] . وأخرج عن الحارث بن سويد قال: وشى رجل بعمار إلى عمر، فبلغ ذلك عمّارا، فرفع يديه فقال:
اللهم إن كان كذب عليّ فابسط له في الدنيا واجعله موطّأ العقب [٩] . وأخرج عن ابن أبي عون قال: قتل عمار وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان أقدم في الميلاد من رسول الله. وأخرج
_________
[١] حاشية ب، ل: العدوة جانب الوادي.
[٢] كأحد: ساقطة من ب، ط.
[٣] الطبقات ٨/٨٠.
[٤] الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي: أسلم يوم الفتح، وسكن المدينة، فكان كما قيل يفشي سر رسول الله ﷺ، فنفاه إلى الطائف، وأعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، فمات فيها سنة ٣٢ هـ.
(الإصابة ت ١٧٨٣) .
[٥] الطبقات ٨/١١٣.
[٦] الطبقات ٨/١١٤.
[٧] الطبقات ٨/١٢٦.
[٨] الطبقات ٣/٢٥٤.
[٩] الطبقات ٣/٢٥٦.
1 / 92