بدريا، فيهم أبيّ بن كعب يدعو وهم يؤمنون [١] . وأخرج عن أنس بن سيرين قال: دخل علينا زيد بن ثابت ونحن ست أخوة فيهم محمد [٢]، فقال: إن شئتم أخبرتكم من أخو كل واحد لأمه، هذا وهذا لأم، وهذا وهذا لأم، وهذا وهذا لأم، فما أخطأ شيئا [٣] .
وأخرج عن بكر المزني قال: إياك من الكلام، ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت وزرت، وذلك سوء الظن بأخيك. وأخرج عن مؤرق العجلي قال: أمر أنا في طلبه منذ عشر سنين لم أقدر عليه ولست بتارك طلبه أبدا، قيل: وما هو؟ قال: الصمت عمّا لا يعنيني [٤] .
وأخرج عن عمير بن إسحاق قال: كان من أدركت من أصحاب النبي ﷺ أكثر ممن سبقني، فما رأيت قوما أهون سيرة، ولا أقل تشديدا منهم [٥] . وأخرج عن ابن عون قال: رأيت في المنام كأني مع محمد بن سيرين في بستان، فجعل يمشي فيه، فيمر على الجدول فيثبه، وأنا خلفه أفعل ذلك، قال: فأتيته فقصصتها عليه، فرأيت أنه عرفها، فقال: ما شاء الله، ما شاء الله، هذا رجل يتبع رجلا يتعلم منه الخير [٦] . وأخرج عن ابن عوف قال: رأيت في المنام كأني كنت جالسا في المسجد فبدرت حصاة، فوقعت في أذني/ فقلت برأسي، فسقطت، فسألت عنها ابن سيرين فقال: هذا رجل سمع كلمة تسوؤه، فلم يكن لها في قلبه قرار.
وأخرج عن قيس بن أبي حازم قال: قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله ﷺ: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فامسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله فذرني وعمل الله [٧] .
وأخرج عن جبير بن نفير قال: استقبلت الإسلام من أوله، ولم أزل أر في الناس صالحا وطالحا [٨] .
وأخرج عن عائشة قالت: توفيت خديجة [٩] قبل أن تعرف الصلوات الخمس، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين. وأخرج عن حكيم بن حزام قال: توفيت خديجة بن خويلد في شهر رمضان سنة عشر من النبوة، وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة، فخرجنا بها من ستر منزلها حتى دفناها بالحجون [١٠]، ونزل رسول الله ﷺ في حفرتها، ولم يكن يومئذ
_________
[١] الطبقات ٧/١٩٣.
[٢] أي محمد بن سيرين.
[٣] الطبقات ٧/١٩٣.
[٤] الطبقات ٧/٢١٣.
[٥] الطبقات ٧/٢١٣.
[٦] الطبقات ٧/٢٦٥.
[٧] الطبقات ٧/٢٣٨.
[٨] الطبقات ٧/٤٤٠.
[٩] خديجة بن خويلد: أم المؤمنين، توفيت سنة ٣ ق هـ ٦٢٠ م. (الطبقات ٨/١٦، أعلام النساء ١/٣٢٦) .
[١٠] الطبقات ٨/١٩، والحجون: جبل بأعلى بمكة عنده مدافن أهلها. (ياقوت: الحجون) .
1 / 90