وعبد العزى [١] يشبه الدجال [٢] . وأخرج عن أبي وائل قال: كان دحية الكلبي يشبّه بجبريل، وكان عروة بن مسعود مثله كمثل صاحب يس، وكان عبد العزى بن قطن يشبه بالدجال. وأخرج عن عكرمة قال: هو ركوب الأنبياء، يسدل رجليه من جانب.
وأخرج عن موسى بن عبد الله ابن بنت حذيفة قال، قال حذيفة [٣]: والله لوددت أنّ لي من يصلح لي مالي، ثم أغلقت عليّ بابي، فلم يدخل عليّ أحد، ولم أخرج إليه حتى ألحق بالله. وأخرج عن جابر بن عبد الله قال، قال حذيفة: إنّا قد حملنا هذا العلم، وإنّا نؤديه إليكم وإن كنا لا نعمل به. وأخرج عن النزال بن سبرة قال، قال عثمان لحذيفة:
ما شيء بلغني عنك، أنت الذي قلت كذا وكذا، فقال حذيفة: ما قلته، قال: وكنا قد سمعناه منه، فلما خرج قلنا: ألم تكن قلته؟ قال: بلى، ولكني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله [٤] .
وأخرج عن بلال بن يحيى قال: بلغني أن حذيفة كان يقول: ما أدرك هذا الأمر أحد من أصحاب النبي ﷺ إلا قد اشترى بعض دينه ببعض، قالوا: وأنت؟ قال [٥]: والله إني لأدخل على أحدهم وليس أحد إلا فيه محاسن ومساوىء، فأذكر محاسنه، وأعرض عما سوى ذلك، وربما دعاني أحدهم إلى الغداء فأقول: إني صائم، ولست بصائم.
وأخرج عن طريق ابن عون قال: حدثني رجل قال: قدمت عائشة ﵂ ذا طوى [٦] حين رفعوا أيديهم عن قبر عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: ففعلت يومئذ وتركت، فقالت لها امرأة: وإنك لتفعلين مثل هذا يا أم المؤمنين؟ قالت: وما رأيتني فعلت، إنه ليست لنا أكباد كأكباد الإبل.
وأخرج عن مطرف قال: خرجت مع عمران بن حصين [٧] من الكوفة إلى البصرة،
_________
[١] عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم، أبو لهب، عم الرسول ﷺ وأحد الأشراف الشجعان في الجاهلية، ومن أشد الناس عداوة للمسلمين، كان أحمر الوجه مشرقا، فلقب في الجاهلية بأبي لهب، مات بعد وقعة بدر بأيام ولم يشهدها سنة ٢ هـ. (نسب قريش ص ١٨، الروض الأنف ١/٢٦٥، المحبر ص ١٥٧) .
[٢] الطبقات ٤/٢٥٠، والدجال: هو المسيح الكذاب.
[٣] حذيفة بن حسل بن جابر العبسي: صحابي من الولاة الشجعان الفاتحين، كان صاحب سر النبي ﷺ في المنافقين، وكان عمر بن الخطاب لا يصلي على ميت لا يصلي عليه حذيفة، ولاه عمر المدائن، فغزا نهاوند والدينور وماه سندان وهمدان والري، توفي في المدائن سنة ٣٦ هـ. (التهذيب ٢/٢١٩) .
[٤] لم أهتد إلى هذه الرواية.
[٥] في ش: وأنا والله.
[٦] ذو طوى: واد في مكة. (ياقوت: طوى) .
[٧] عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي: من علماء الصحابة، أسلم عام خيبر سنة ٧ هـ وكانت معه راية خزاعة يوم فتح مكة، وبعثه عمر إلى أهل البصرة ليفقههم، وولاه زياد قضاءها، توفي سنة ٥٢ هـ. (التهذيب ٨/١٢٧) .
1 / 77