أنّ المبارك والميمون في جدث ... قد ألحفوه تراب الأرض والحدبا
أليس أوسطكم بيتا وأكرمكم ... خالا وعمّا ليس مؤتشبا
وقالت هند بنت أثاثة أخت مسطح بن أثاثة [١]: [الوافر]
أشاب ذؤابتي وأذلّ ركني ... بكاؤك فاطم الميت الفقيدا
فأعطيت العطاء فلم تكدّر ... وأخدمت الولائد والعبيدا
وكنت ملاذنا في كلّ كرب ... إذا هبّت شآمية برودا
وإنّك خير من ركب المطايا ... وأكرمهم إذا نسبوا جدودا [٢]
رسول الله فارقنا وكنا ... نرجّي أن يكون لنا خلودا
أفاطم فاصبري فلقد أصابت ... رزيئتك التهائم والنّجودا
وأهل البرّ والإبحار طرّا ... فلم تخطيء مصيبته وحيدا
فكان الخير يصبح في ذراه ... سعيد الجدّ قد ولد السعودا
وقالت هند أيضا [٣]: [الوافر]
ألا يا عين بكّي لا تملّي ... فقد بكر النّعيّ بمن هويت
وقد بكر النّعيّ بخير شخص ... رسول الله حقا ما حييت
ولو عشنا ونحن نراك فينا ... وأمر الله يترك ما بكيت
فقد بكر النعيّ بذاك عمدا ... فقد عظمت مصيبة من نعيت
وقد عظمت مصيبته وجلّت ... وكلّ الجهد بعدك قد لقيت
إلى ربّ البريّة ذاك نشكو ... فانّ الله يعلم ما أتيت
أفاطم إنّه قد هدّ ركني ... وقد عظمت مصيبة من رزيت [٤]
وقالت هند أيضا [٥]: [البسيط]
قد كان بعدك أنباء وهنبثة ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب [٦]
_________
[١] ابن سعد ٢/٢٥٢. هند بنت أثاثة: ابن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف، شاعرة قرشية، اشتهرت في الجاهلية، وقد أسلمت وبايعت النبي ﷺ. (طبقات ابن سعد ٥/٢٢٨) .
[٢] في ب: عجز هذا البيت وصدر البيت الذي يليه، خرجة من الحاشية.
[٣] طبقات ابن سعد ٢/٢٥٢.
[٤] في ط: البيت خرجة من الحاشية.
[٥] ابن سعد ٢/٢٥٢.
[٦] في حاشية ل: الهنبثة: أمر شديد. الهنبثة: الاختلاط في القول، ويقال: الأمر الشديد. (الصحاح:
هنبث) .
1 / 68