عن الأضحية فقال: أقام رسول الله ﷺ بالمدينة عشر سنين لا يدع الأضحى. وأخرج عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ يعمل عمل البيت، وأكثر ما يعمل الخياطة.
وأخرج عن أنس بن مالك قال: إذا كان عندنا دباء [١] آثرنا به [٢] رسول الله ﷺ. وأخرج عن علي بن الأقمر قال: كان النبي ﷺ يأكل تمرا، فاذا مرّ بحشفة أمسكها في يده فقال له قائل: اعطني هذه التي بقيت، قال: (إني لست أرضى لكم ما أسخطه لنفسي) [٣] . وأخرج عن محمد بن جعفر: أن النبي ﷺ اعتمر من الجعرانة [٤] وقال: اعتمر منها سبعون نبيا.
وأخرج عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك: كم اعتمر رسول الله ﷺ؟ قال: أربعا، عمرته التي صده عنها المشركون عن البيت من الحديبية في ذي القعدة، وعمرته أيضا من العام المقبل حين صالحوه في ذي القعدة، وعمرته حين قسّم غنيمة حنين من الجعرانة في ذي القعدة مع حجته. وأخرج عن الشعبي قال: لم يعتمر رسول الله ﷺ/ عمرة إلا في ذي القعدة. وأخرج عن ابن أبي مليكة قال: اعتمر النبي ﷺ أربع عمر، كلها في ذي القعدة.
ذكر مراثي النبي ﷺ
قال الواقدي عن رجاله: قال أبو بكر الصديق ﵁ [٥]: [المتقارب]
يا عين فابكي ولا تسأمي ... وحقّ البكاء على السيّد
على خير خندف عند البلا ... ء أمسى يغيّب في الملحد
فصلّى المليك وليّ العباد ... وربّ البلاد على أحمد
فكيف الحياة لفقد الحبيب ... زين المعاشر في المشهد
فليت الممات لنا كلّنا ... وكنّا جميعا مع المهتدي
وقال أبو بكر أيضا: [الكامل]
لما رأيت نبيّنا متجدلا ... ضاقت عليّ بعرضهنّ الدور
وارتعت روعة مستهام واله ... والعظم منّي واهن مكسور
أعتيق ويحك إنّ حبّك قد ثوى ... وبقيت منفردا وأنت حسير [٦]
_________
[١] الدباء: القرع.
[٢] في: ل، ط: بها.
[٣] ابن سعد ١/٣٠٠، وحلية الأولياء ٧/٢٥٦.
[٤] الجعرانة: ماء بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب، نزلها النبي ﷺ لما قسم غنائم هوازن، وله فيها مسجد، وبها بئار متقاربة. (ياقوت: الجعرانة) .
[٥] ﵁، ساقطة من: ب
[٦] في ل: (قد توى)، وفي الحاشية: التوى بالتاء المثني، هو الهلاك.
1 / 58