289

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

ناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠ هـ

محل انتشار

بيروت

فقال له مصعب: هذا لك وعلينا أن نعطيه ذلك، قال المتنبّي:
فاغفر فديتك وأحبني من بعدها ... لتخصّني بهدّية منها أنا «١»
وقال:
رددت مالا ولم تمنن عليّ به ... وقبل مالي قدما قد حقنت دمي
المتوصّل إلى العفو بدفع الوقت
أتي عبيد الله بن زياد»
بخارجيّ فأمر بقتله، فقال: إن رأيت أن تؤخّرني إلى غد فأمر بتأخيره فقال:
عسى فرج يأتي به الله إنّه ... له كلّ يوم في خليقته أمر
فعفا عنه. وغضب المأمون على علي بن الجهم «٣» فقال: لآخذن مالك ولاقتلنك أقتلوه. فقال أحمد بن أبي «٤» دؤاد: إذا قتلته فمن أين تأخذ المال يا أمير المؤمنين؟ قال:
من ورثته، فقال: حينئذ تأخذ مال الورثة وأمير المؤمنين يأبى ذلك. فقال: يؤخّر حتى يستصفى ماله. وانقضى المجلس وسكن غضبه وتوصل إلى خلاصه.
قال شاعر:
وإذا ابن عمك لجّ بعض لجاجه ... فانظر به غده ولا تستعجل
المتوصّل إلى ذلك بالتثبّت إلى حين التبيّن
قال الله تعالى: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ
«٥»، وقيل: لوال: تأنّ فإن التأني من الوالي صدقة. وغضب الرشيد على رجل فقال له جعفر: غضبت لله فاطع الله في غضبك بالوقوف إلى حال التبين كما غضبت له.
وقال الشعبيّ لعبد الملك: إنّك على إيقاع ما لم توقع أقدر منك على ردّ ما أوقعت.
فأخذ هذا المعنى شاعر، فقال:
فداويته بالحلم والمرء قادر ... على سهمه ما دام في يده السّهم

1 / 293