151

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

ناشر

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٠ هـ

محل انتشار

بيروت

وقال رجل: أنا لا أكذب كذبة بألف، فقال صاحبه: أما هذه فواحدة بلا درهم. وقيل: أكذب من يلمع أي السراب. قال الشاعر: أكثر ما يجري على فيه الكذب وقال بعضهم: أسأت نظرا فأطرفت خبرا وقال: جاء فلان نزهات البسابس «١»، وجاء بالحطب الرطب، أي بمحض الكذب. وقال الرشيد للفضل بن الربيع «٢»: كذبت، فقال: يا أمير المؤمنين وجه الكذّاب لا يقابلك، ولسانه لا يخاطبك، يعرّض به، لأن الإنسان لا يقابل نفسه ولا يخاطبها فاستحسن تعريضه فأولاه وما جفاه. وقيل: فلان فيه روغان «٣» الثعلب وطبيعة العقعق ولمعان البرق، أي الحيلة والسرقة والكذب. قال الشاعر: كلام أبي مالك كلّه ... صياح الفواخت جاء الرّطب النهي عن الكذب وذمّه قال الله تعالى: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ «٤»، وقال: الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ «٥»، وقال: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ «٦» . وقيل: الكذب جمّاع النّفاق. وقيل: الكذب عار لازم وذلّ دائم. وقيل: الكذب والحسد والنفاق أثافي. قال الشاعر: لا يكذب المرء إلا من مهانته ... أو عادة السوء أو من قلّة الورع «٧» وقيل: ما عزّ ذو كذب، ولو أخذ القمر بيديه، ولا ذلّ ذو صدق، ولو اتّفق العالم عليه. وقال ابن عباس ﵄: حقيق «٨» على الله أن لا يرفع الكاذب درجة، ولا يثبت له حجّة. وقال سليمان بن سعد: لو صحبني رجل وقال لا تشترط عليّ إلا شرطا واحدا، لقلت: لا تكذبني.

1 / 155