متى ما تقد بالباطل الحقّ يَأبَهُ ... وإن قدت بالحقِّ الرواسي تنقد
وقول عبيد:
من يسأل الناس يحرموه ... وسائل اللهِ لا يخيب
غيره:
يفرّ جبان القوم عن أُمِّ نفسهِ ... ويحمي شجاع القومِ من لا يناسبه
" ويرزق معروف الجواد عدُّوه ... ويُحرَمُ معروفَ البخيلِ أقاربُه "
فهذا كله ونحوه مشتمل على مثلين كبيت امرئ القيس، وقد يكون مثلًا واحدًا لقول طرفة:
رأيت القوافي يتَّلِجْنَ موالجًا ... تضايق عنها أن توالجها الإبر
" وهو معنى قول الأخطل: والقول ينفذُ ما لا تنفذ الإبر ".
وقول علقمة:
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله ... فليس له في ودهن نصيب
وهو لامرئ القيس في قوله:
أراهن لا يحببن من قل ماله ... ولا من رأين الشيب فيه وقوسا
ومنه قول الأعشى:
وأرى الغواني لا يواصلن امرءًا ... فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
وقول أبي تمام:
أشهى الرجال من النّساء مواقعًا ... من كان أشبههم بهنّ خدودا
وقول علقمة بن عبدة:
وكل قوم وإن عزوا وإن كثروا ... عديدهم بأثافي الدهر مرجوم
وكل حصن وإن طالت سلامته ... على دعائمه لا بدّ مهدوم
وقول الآخر:
" وما رزق الإنسان مثل منية ... أراحت من الدنيا ولم تُخزِ في القبر "
وقول ابن حازم:
لا تكذبن فما الدنيا بأجمعها ... من الشباب بيوم واحد بدل
ومثله قول منصور النمري:
ما كنت أوفي شبابي حق غرته ... حتى مضى فإذا الدنيا له تبع
وقول امرئ القيس:
إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس شيء سواهُ بخزّان ونحوه:
إذا ضاق صدر المرء عن كتم سره ... فصدر الذي يُستودعُ السر أضيق
وقوله:
إذا جاوز الاثنين سرّ فإنّه ... يبثُّ وإفشاء الحديث قمين
وقد قيل: الاثنان هنا الشفتان، وقول طرفة:
وإن لسان المرء ما لم يكن له ... حَصَاةٌ على عوراته لدليل
الحصاة: العقل وهو إشارة إلى قول الحكماء: لسان العاقل من وراء عقله، ولسان الأحمق على العكس، وقول الخنساء رحمها الله:
ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي
وقول الآخر:
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد ... إليه بوجه آخر الدهر تُقْبِل
وغيره:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على المرء من وقع الحسام المهند
غيره:
إذا لم تعرض عن الجهل والحنا ... أصبت حليمًا أو اصابك جاهل
غيره:
كل امرئ راجع يومًا لشيمته ... وإن تخلق أخلاقًا إلى حين
ونحوه:
ومن يبتدع ما ليس من سُوس نفسه ... يدعْه ويغلبْه على النفس خِيمُها
السوس والخيم: الطبيعة.
ونحوه:
إنّ التخلّق يأتي دونه الخُلُقُ
وقد يكون المثل جزءًا لبيت كهذا، ونحوه للنابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مطلب
وقوله:
لمبلغك الواشي أغش وأكذب
وقول دريد:
متبذلًا تبدو محاسنه ... يضع الهِناءَ مواضع النقبِ
وقول الصَّلَتان العَبْدي:
نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجات من عاش لا تنقضي
وقول الآخر:
تدس إلى العطار سلعة بيتها ... وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
وقول زهير:
لهم في الذاهبين أروم صدق ... وكان لكل ذي حسب أروم
وقوله:
كذلك خيمهم ولكل قوم ... إذا مستهم الضراء خِيم
وقول الآخر:
تسائل عن حصين كلّ ركب ... وعند جُهَيْنَةَ الخبرَ اليقين
وهذه الأنواع لا يأتي عليها الحصر، وإنما أردنا بعضًا من مختار ذلك ومشهوره، وما تركناه أكثر، وقد يشتمل البيت على ثلاثة أمثال أو أربعة، وهو قليل بالنسبة إلى غيره، فمن غير ذلك قول زهير:
وفي الحلم إذعان وفي العفو دُربة ... وفي الصدق منجاة من الشر فاصدق
غيره:
العلم يجلو العمى، والجهل مهلكة ... واللاعب الرفل الأذيال مكذوب
وقول صالح:
كل آت لا بد آت وذو الجه ... ل معنى والهم والغم فضل
وقولي من قصيدة:
فلا تهتبل للحادثات ولا تثق ... بما وهبت يومًا فموهوبها معرى
1 / 34