إِلَى أُصُولهَا أَلا ترى أَن من يَقُول لد وَلم يَك وَوَاللَّه يَقُول لَدُنْك وَلم يكنه وَبِك لَأَفْعَلَنَّ ثمَّ يرد إِشْكَال دُخُول اللَّام وَقيل هَذَانِ اسْمهَا ثمَّ اخْتلف فَقيل جَاءَت على لُغَة بلحارث بن كَعْب فِي أجراء الْمثنى بِالْألف دَائِما كَقَوْلِه
٥ - (... قد بلغا فِي الْمجد غايتاها)
وَاخْتَارَ هَذَا الْوَجْه ابْن مَالك وَقيل هَذَانِ مَبْنِيّ لدلالته على معنى الْإِشَارَة وَإِن قَول الْأَكْثَرين هذَيْن جرا ونصبا لَيْسَ إعرابا أَيْضا وَاخْتَارَهُ ابْن الْحَاجِب قلت وعَلى هَذَا فقراءة هَذَانِ أَقيس إِذْ الأَصْل فِي الْمَبْنِيّ أَلا تخْتَلف صِيغَة مَعَ أَن فِيهَا مُنَاسبَة لِأَلف ساحران وَعَكسه الْيَاء فِي ﴿إِحْدَى ابْنَتي هَاتين﴾ فَهِيَ هُنَا أرجح لمناسبة يَاء ابْنَتي وَقيل لما اجْتمعت ألف هَذَا وَألف التَّثْنِيَة فِي التَّقْدِير قدر بَعضهم سُقُوط ألف التَّثْنِيَة فَلم تقبل ألف هَذَا التَّغْيِير
تَنْبِيه
تَأتي إِن فعلا مَاضِيا مُسْندًا لجَماعَة الْمُؤَنَّث من الأين وَهُوَ التَّعَب تَقول النِّسَاء إِن أَي تعبن أَو من آن بِمَعْنى قرب أَو مُسْندًا لغيرهن على أَنه من الأنين وعَلى أَنه مَبْنِيّ للْمَفْعُول على لُغَة من قَالَ فِي رد وَحب رد وَحب بِالْكَسْرِ تَشْبِيها لَهُ بقيل وَبيع وَالْأَصْل مثلا أَن زيد يَوْم الْخَمِيس ثمَّ قيل إِن يَوْم الْخَمِيس أَو فعل أَمر للْوَاحِد من الأنين أَو لجَماعَة الْإِنَاث من الأين أَو من آن بِمَعْنى قرب أَو للواحدة مؤكدا بالنُّون من وأى بِمَعْنى وعد كَقَوْلِه
1 / 58