والبداة بمشهد الزيلع.
وفي يوم السبت ثاني عشريه كان أول فصل الربيع، ونقلت الشمس للحمل، وكان يومًا مطيرًا كثير الهواء.
سنة خمس وثمانين وثمانمائة
استهلت والخليفة أمير المؤمنين ابن أخ المستنجد بالله وسلطان مصر والشام وما معهما الملك الأشراف أبو النصر قايتباي الجركسي، ونائبه بدمشق قانصوة اليحياوي، وقاضيها وكاتب سرها قطب الدين الخيضري الشافعي، وهو مقيم بالقاهرة له مدة، والحنفي تاج الدين بن عربشاه، والمالكي شهاب الدين المريني المغربي، والحنبلي نجم الدين بن مفلح، وناظر الجيش موفق الدين العباسي الحموي، ونائب القلعة علاء الدين بن شاهين، والحاجب الكبير يشبك العلاي، ودوادار السلطان يلباي الأينالي.
استهلت بيوم الاثنين المبارك، وهو رابع عشر آذار من أشهر الروم.
وحصل فيه ريح شديدة، وزاد النهر زيادة قوية، والثمار غالبها أزهرت، وخرج بعض الورق. - وفي يوم الأربعاء ثالثه توفي القاضي زين عبد الرحمن الزرعي الحنفي فجأة، وكان رجلًا دينًا خيرًا، عين نواب القاضي الحنفي، عفيفًا في مباشرته، متوفقًا في الأمور؛ وولي قاضي القضاة الحنفي بطرابلس، وإقامته بها مع أولاده كثيرة، وهو يدعى أنه ابن عم بني قاضي عجلون، وكان كثير الترداد إلى دمشق، ويحب الإقامة بها أكثر من طرابلس، حصل له جدور من رأسه إلى حلقه، وصلي عليه بالجامع الأموي، ودفن بمقبرة الفراديس بالقرب من تربة الناصر بن برقوق.
وفيه أطلق مقدم الزبداني ابن العزقي من السجن بسفارة شخص يدعى سيدي عمر بن النيربي التاجر الحلبي، المقيم الآن بدمشق، وكان في السجن من حريق الجامع قد أشرف على القتل، فخلصه الله تعالى على يد هذا الرجل، لأن له دخلا في الدولة. والعمل كثير في الجامع الأموي، والمعلمون من المسلمين: عبد الوهاب الحلبي وابن العجلونية ومحمد بن المؤذن والأعسر والدفيه ابن التازي وأخيه عبد الوهاب.
وفي يوم الخميس رابعه ذكر أنه حصل لبعض التفاح الفاطمي والسكري بعض شوطة من
1 / 9