الاثنين سادسه دخل عمر بن الصابوني من القاهرة، ولبس خلعة نظر الجوالي، وله مدة بالقاهرة - ولبس عبد القادر بن الكاتب نصف الترجمة.
وفي يوم الثلاثاء سابعه فوض قاضي الحنفية التاج، لأمين الدين بن الحسباني نيابة القضاء.
وفي يوم السبت ثامن عشره توفي الشيخ برهان الدين البقاعي الشافعي، وكان له مدة سنين مقيم بالقاهرة ثم جاء إلى دمشق، ونزل عند القاضي صلاح الدين العدوي، وتلقاه مولانا الشيخ تقي الدين المنوه بذكره والسيد كمال الدين وغيرهما إلى القنيطرة؛ ثم حصل من الشيخ تقي الدين حركة، ثم وقع بينهما وانتشا شرور كثيرة، وآخر الأمر صنف سبًا في حجة الإسلام الغزالي فازداد الأمر وتوالى، ودفن بالحمرية في التربة المجددة؛ وقد أطلت ترجمته في غير ما موضع من التعليقات.
وفي يوم الأربعاء ثاني عشريه توفي عمر بن الصابوني ناظر الجوالي، ودفن بتربة عمه، وكان والده تاجرًا بالدهشة، وكان يحفظ القرآن. وصحت الأخبار بأن الأمير أزدمر الأينالي، الذي كان مع السلطان بمكة المشرفة، طلبه وسط السنة، فأنزل في البحر إلى أن وصل لبلاد الصعيد إلى قوص، ثم ادعى عليه عند قضاتها، وأقيمت عليه البينة بشيء يقتضي ضرب عنقه، فضربت ولله الحمد. وفي يوم الجمعة رابع عشريه وصل ناظر الجيش الموفق من حلب، ومعه أخوه كمال الدين المالكي - وفي ليلة الأحد سادس عشريه جاء شهاب الدين بن المحوجب من القاهرة.
وفي يوم الجمعة مستهل شعبان منها، حصل رعد وبرق، ثم نزل مطر ثم برد، وتزايد إلى أن نزل فيه شيء قدر بيض الحمام، أو بندق الطين، نحو عشر درج رمل، وكان في أوائل تشرين الأول - وفي يوم السبت ثانيه توفي مهتار السلطان، جاء بسبب عمل خيمة للسلطان، وابن الملاح الحداد، أبو صهر الشيخ علاء الدين البصروي، وهو أخو برهان الدين الملاح الفقيه، كما يقال: وفي يوم الأحد ثالثه وصل الخبر من حلب بأن الدوادار الكبير يشبك طلب من أهلها مشاة لتذهب إلى قلعة ماردين، التي فيها مال المتوفى حسن باك والد يعقوب باك، حسبما أشار عليه الخواجا ابن الصوا المشرقي، ومن ذرية تمر وكيل السلطان بتلك الناحية ثم أشار عليه بأن يأخذ منهم مالًا فلم يسهل عليهم ذلك، فلما رجع ابن الصوا من تشييع الزردخانة ووصل إلى حلب، ثار أهلها للشر وارادوا قتال الروادار، فقال: إيش كنت أنا، روحوا للخواجا ابن الصوا، فلما سمعوا ذلك ذهبوا إليه ليقتلوه فهرب، فأدركوه في حارة الكلاسة، فجروه برجليه إلى تحت قلعة حلب، فأحرقوه، وأراح الله العباد والبلاد منه.
وفي يوم الأربعاء سابعه وصل محب الدين الأسلمي من جهة حلب، معتقل عليه إلى دمشق، بعد ضرب وإهانة، ومسك دواداره محمد يوم تاريخه، ورسم عليه في دار النيابة.
وذكر الشيخ أبو الفضل بن الإمام النائب العربي، أنه لما كان بمنزلة عيون التجار، طلع عليه قطاع الطريق أخذو له خرجًا فيه جميع ملكه، من قماش ومال غيره ذلك، نعوذ بالله من زوال النعم.
وفي يوم الخميس سابعه نودي على الفضة العتيقة من القايتبايية والخشقدمية والأينالية واليلباييه والتمر بغاوية بطالة، وضربوا فضة جديدة، والعتق بالميزان، وتعتمد المائة العتق نحو أربعة دراهم، وإلى عشرة، ورجم العوام المنادي.
وفي يوم السيت تاسعه كان ختان سيدي محمد بن مولانا الشيخ تقي الدين المنوه به، وابن عمه أبي اليمن، وابن ناصر الدين شاد عرطوز، بالبحرة بعد عشاء الآخرة - وفي يوم الثلاثاء ثاني عشره ابتدئ بعمارة درب الصالحية من جهة الشبلية من جسر طاحون السمرية تحت طاحونة عين الكرش.
وفي يوم الجمعة خامس عشره توفي الشيخ الصالح العالم العلامة المقرئ غرس الدين خليل اللدي الشافعي، الأشعري الاعتقاد بعد أن توضأ لصلاة الصبح وأراد أن يصلي، فتوفي قبل الصلاة بعد أن انقطع أربعة أيام، وكانت جنازته مشهودة، ودفن بمقبرة باب الصغير، ﵀ رحمة واسعة - وفي يوم الاثنين ثامن عشره أسلم شخص يهودي عطار، يدعى عبد الحق، حانوته تجاه باب دار الطعم العتيقة - وفي يوم الأربعاء عشريه كانت وليمة عرس عبد الرحيم بن الموفق على بنت عمه كمال الدين.
وفي يوم الخميس حادي عشريه جاء قرابة العدول بالحوطة على تركة عمر بن الصابوني؛
1 / 23