وذلك مثل الموت فإنه كثرت أدلاؤه واختلفت حالاته لأن من الناس من يموت في مرض طو يل ومنهم من يموت بمرض حاد ومنهم من يقتل ومنهم من يغرق وسائر اختلاف حالات الموت ولكثرة أدلائه واختلاف حالاته استخرجوا له أربعة أسهم ليستقصوا منها دلالة حالاته ومثل بيت السلطان فإنه تختلف حالاته لكثرة أدلائه فاستخرجوا للسلطان ثمانية أسهم كل واحد من هذه السهام له خاصية في الدلالة على شيء بعينه في معاني القدر والجاه والسلطان ليس لغيره من تلك السهام مثله واعلم أن كل بيت من بيوت الفلك يقسم لأشياء مختلفة كما يقسم البرج الرابع للآباء والعقار والعواقب والبرج الخامس للولد والرسل والهدايا وكذلك سائر البيوت الاثني عشر كل بيت منها له دلالات على أشياء معلومة ينسب إليها ولكثير من تلك الأشياء سهام وربما كان لبعض البروج دلالة على شيء من الأشياء وليس لذلك الشيء سهم ينسب إليه كما أن الأوائل لم يستخرجوا سهما يقال له سهم الهدايا ولا سهما يقال له سهم الرسل وللهدايا والرسل دلالة في البرج الخامس
وإنما قصدنا هاهنا ذكر السهام المشهورة لدلالات البيوت الاثني عشر كل بيت ما ينسب إليه من الدلالات الظاهرة وإنا نظرنا إلى كل بيت فأخبرنا بعلل استخراج كثير من السهام التي تكون في ذلك البيت وتركنا الأخبار عن علة استخراج بعضها لأنا علمنا أن فيما بينا وشرحنا كفاية لذوي اللب والتدبير لأن الإنسان العالم إذا عرف علة بعض السهام من بيت من بيوت الفلك كانت علة الباقي من سهام ذلك البيت ظاهرة عنده
صفحه ۸۵۰