359

فأما حد السهم فإنما هو معرفة بعد ما بين الدليلين الدالين على شيء واحد دلالة طبيعية ووقوع ذلك في موضع معلوم من الفلك فلهذه العلة التي حددنا بها السهم تبين لنا أنه لا يعرف موضع السهم إلا من ثلاثة أدلاء اثنان منها طبيعيان ثابتا الدلالة والثالث الدليل المنتقل فأما الدليلان الطبيعيان الثابتا الدلالة فيدلان على مسافة ما بينهما لأنهما يشتركان بطبيعتهما على دلالة ذلك الشيء والذي يبدأ به بالنهار أو بالليل هو الدليل الأول والآخر هو الدليل الثاني وأما الدليل الثالث المنتقل فمنه تلقى تلك الدرج ولذلك قالوا خذ ما بين كوكب كذا إلى كوكب كذا من البروج والدرج والدقائق المستوية فألقه من درجة الطالع أو من غيره من المواضع أو من بعض الكواكب لكل برج ثلاثين درجة فحيث ما وقع فثم ذلك السهم بدرجته ودقيقته

وإنما ألقوا بعد ما بين الدليلين من الطالع لجهتين إحداهما أن الحكومة على الأشياء في الخير والشر إنما تعرف إذا عرف أ ين ذلك الدليل من الطالع فلما كان هذا البعد الذي بين الدليلين له دلالة احتيج إلى أن يلقى ذلك من الطالع ليعلم أ ين هو منه

صفحه ۸۲۲