فأما حد السهم فإنما هو معرفة بعد ما بين الدليلين الدالين على شيء واحد دلالة طبيعية ووقوع ذلك في موضع معلوم من الفلك فلهذه العلة التي حددنا بها السهم تبين لنا أنه لا يعرف موضع السهم إلا من ثلاثة أدلاء اثنان منها طبيعيان ثابتا الدلالة والثالث الدليل المنتقل فأما الدليلان الطبيعيان الثابتا الدلالة فيدلان على مسافة ما بينهما لأنهما يشتركان بطبيعتهما على دلالة ذلك الشيء والذي يبدأ به بالنهار أو بالليل هو الدليل الأول والآخر هو الدليل الثاني وأما الدليل الثالث المنتقل فمنه تلقى تلك الدرج ولذلك قالوا خذ ما بين كوكب كذا إلى كوكب كذا من البروج والدرج والدقائق المستوية فألقه من درجة الطالع أو من غيره من المواضع أو من بعض الكواكب لكل برج ثلاثين درجة فحيث ما وقع فثم ذلك السهم بدرجته ودقيقته
وإنما ألقوا بعد ما بين الدليلين من الطالع لجهتين إحداهما أن الحكومة على الأشياء في الخير والشر إنما تعرف إذا عرف أ ين ذلك الدليل من الطالع فلما كان هذا البعد الذي بين الدليلين له دلالة احتيج إلى أن يلقى ذلك من الطالع ليعلم أ ين هو منه
صفحه ۸۲۲