320

وأما الزهرة وعطارد فإن لهما من الشمس ست عشرة حالا فالأولى أن يكونا مع الشمس ويكون بينهما من الدقائق في الناحية التي يكونان فيها قدر ما يسميان صميمين فإذا جازا تلك الدقائق إلى المشرق انتقلا إلى الحال الثانية ويسميان محترقين إلى أن يصير بينهما وبين الشمس دون سبع درجات فأما الزهرة خاصة فإنها ربما رئيت في المشرق أو في المغرب وهي مع الشمس في دقيقة واحدة وإنما يكون كذلك إذا كانت في غاية عرضها وذلك لأن أكثر عرضها ثماني درجات وست وخمسين دقيقة على ما زعم بطلميوس فإذا كانت الزهرة على هذه الحال من كثرة العرض والرؤية فإنها لا تسمى محترقة بل تسمى ظاهرة حتى يكون عرضها دون سبع درجات وتقرب من الشمس بالعرض قربا لا ترى فتسمى حينئذ محترقة فإذا تباعدا عنها تمام الدرجات السبع في الطول فقد جازا الاحتراق ويقال لهما تحت الشعاع وصارا إلى أول نهوضهما للتشريق وصلحا أن يعطيا السنين الكبرى والدستورية إلى أن يكون بينهما وبين الشمس دون اثنتي عشرة درجة فإذا تمت لهما هذه الدرجات انتقلا إلى الحال الرابعة وهي حال التشريق القوي فلا يزالا على حالهما إلى أن يقيما فإذا أقاما فهما في الحال الخامسة فإذا استقاما في المشرق فهما في الحال السادسة إلى أن يسرعا ويقاربا من الشمس فإذا كان بينهما وبينها في المشرق اثنتا عشرة درجة انتقلا إلى الحال السابعة ويقال لهما تحت الشعاع فقط إلى أن يكون بينهما وبينها ست درجات ثم هناك ينتقلان إلى الحال الثامنة ويسميان تحت الشعاع محترقين إلى أن يصيرا صميمين فإذا صمما الشمس انتقلا إلى الحال التاسعة فإذا جازا تلك الدقائق المعلومة إلى المغرب انتقلا إلى الحال العاشرة ويقال لهما في تلك الحال محترقين إلى أن يصير بينهما وبين الشمس في المغرب سبع درجات ثم عند ذلك ينتقلان إلى الحال الحادية عشرة ويقال لهما تحت الشعاع إلى أن يصير بينهما وبينها خمس عشرة درجة فإذا جازا هذه الدرج انتقلا إلى الحال الثانية عشرة ما داما مستقيمين في المغرب فإذا أقاما صارا في الحال الثالثة عشرة فإذا رجعا صارا في الحال الرابعة عشرة إلى أن يقربا من الشمس ويكون بينهما وبينها خمس عشرة درجة ثم هناك ينتقلان إلى الحال الخامسة عشرة ويقال لهما تحت الشعاع إلى أن يصير بينهما وبينها سبع درجات ثم هناك ينتقلان إلى الحال السادسة عشرة ويقال لهما محترقين إلى أن يصيرا إلى الحال الأولى من الصميمة وهذان الكوكبان من بعد ما يفارقان الشمس وهما مشرقان راجعان يقال لهما كنارروزية التشريق والرجوع إلى أن يتباعدا منها اثنتي عشرة درجة فإذا استقاما وقربا من الشمس من هذه الجهة وهما أسرع سيرا منها وصار بينهما وبينها اثنتا عشرة درجة فما دون ذلك إلى أن يقارناها وهما مستقيمان يقال لهما كنارروزية التشريق والاستقامة وإذا جازا الشمس إلى المغرب وهما مستقيمان يقال لهما كنارشبية التغريب والاستقامة إلى أن يصير بينهما وبينها خمس عشرة درجة فإذا أقاما ورجعا في المغرب ولحقتهما الشمس وكان بينهما وبينها خمس عشرة درجة فما دون ذلك إلى أن يقارناها يقال لهما كنارشبية التغريب والرجوع

صفحه ۷۳۲