182

مدخل کبیر

ژانرها

وهذه التي ذكرنا من تذكير الكواكب وتأنيثها هي الأشياء التي تنسب إليها الكواكب إلا أنها ربما اختلفت حالاتها فدلت الذكورة على التأنيث والإناث على التذكير لاختلاف حالاتهما وذلك لأن الكواكب المشرقة الظاهرة وهي التي تطلع قبل الشمس دالة على التذكير والمغر بة وهي التي تغيب بعد الشمس دالة على التأنيث وإذا كانت الكواكب من الطالع إلى وسط السماء أو من الغارب إلى وتد الأرض في هذين الربعين الشرقيين دللن على التذكير وفي الربعين الباقيين الغربيين يدللن على التأنيث وقد يختلف حالاتها في التذكير والتأنيث في مواضعها من البروج وبيوت الفلك وسنذكرها فيما يستقبل الفصل التاسع في الكواكب النهارية والليلية

إن من الكواكب نهارية ومنها ليلية وإنما جعلوا لها هذه الدلالات لأنهم نظروا إلى الكواكب التي تكون طبيعتها بالنهار أعدل منها بالليل فجعلوها نهارية والكواكب التي تكون طبيعتها بالليل أعدل منها بالنهار فجعلوها ليلية

وأما زحل فقد ذكرنا أن طبيعته معتدل بالنهار فهو نهاري وأما المشتري فلاعتدال طبيعته صار نهاريا وذلك لأن النهار أعدل من الليل وأما المريخ فإن طبيعته حارة يابسة مفرطة وإنما يعتدل إفراط حرارته ويبسه بالليل لبرد الليل ورطو بته فالمريخ ليلي وأما الشمس فإنها كوكب نهاري وأما الزهرة فإنها كوكب فيه رطوبة وطبيعة الرطوبة موافقة لطبيعة الليل فالزهرة ليلية وإذا كانت مغر بة فإنها تكون أقوى دلالة وأظهر سعادة لأن طبيعة التغريب مشاكل لطبيعة الليل والتأنيث وإن كانت مشرقة وكانت بالنهار فوق الأرض في البروج الذكورة نقص من سعادتها واعتدالها لأنها تميل إلى طبيعة الكواكب النهارية وإلى التذكير بعض الميل

وأما عطارد فإن اليبس عليه أغلب واليبس مجانس للحرارة والنهار حار فعطارد إذا انفرد وحده كانت دلالته النهارية عليه أغلب وهو إذا شرق كان نهاريا وإذا غرب كان ليليا ويكون عند التغريب أظهر فعلا وأقوى منه عند التشريق لأنه عند التغريب يكون مستقيما وفي أول التشريق يكون راجعا وهو يمازج الكواكب النهارية والليلية وينتقل إلى طبيعتها إذا قارنها أو اتصل بها وأما القمر فإنه نير الليل وفيه رطوبة وهو ليلي بهاتين العلتين وأما الرأس فإنه نهاري وأما الذنب فإنه ليلي وكذلك رؤوس جوزهرات الكواكب وأذنابها

صفحه ۴۳۰