وأما القمر فإنه مختلف الطبيعة على قدر اختلاف فصول السنة لأنه في الربع الأول من الشهر تكون طبيعته حارة رطبة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع هي الرطوبة فإذا كان في هذا الربع صاعدا في فلك أوجه كانت طبيعته قوية الحرارة ضعيفة الرطوبة وإن كان هابطا فيه كانت طبيعة الرطوبة المفرطة عليه أغلب فأما في الربع الثاني من الشهر فإن طبيعته تكون حارة يابسة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع هي الحرارة فإذا كان صاعدا في فلك أوجه في هذا الربع فإنه يكون الغالب على طبيعته الحرارة واليبس الشبيهة بالمفرطة وإن كان هابطا كانت طبيعته حارة رطبة معتدلة وأما في الربع الثالث من الشهر فإن طبيعته تكون باردة يابسة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع هي اليبس فإذا كان في هذا الربع صاعدا قو يت طبيعة اليبس عليه وكان قليل البرد وإذا كان هابطا كانت طبيعة البرد عليه أغلب ويكون فيه طرف من اليبس وفي الربع الرابع من الشهر تكون طبيعته باردة رطبة والطبيعة اللازمة له في هذا الربع البرد فإذا كان صاعدا كانت طبيعة البرد عليه أغلب ويكون فيه طرف قليل من الرطوبة وإذا كان هابطا كان الغالب على طبيعته الرطوبة المفرطة مع طرف قليل من البرد وحال القمر في مكانه من البروج وسائر الحالات في تغيير طبيعته كحال غيره من الكواكب
وأما الكواكب الثلاثة العلوية فإنها من وقت تشريقها من الشمس إلى المقام الأول طبيعتها الرطوبة ومن المقام الأول إلى استقبالها الشمس طبيعتها الحرارة ومن ذلك الوقت إلى المقام الثاني طبيعتها اليبس ومن المقام الثاني إلى دخولها تحت الشعاع طبيعتها البرودة
وأما عطارد والزهرة فإنهما من وقت تشريقهما وهما راجعان إلى أن يستقيما طبيعتهما الرطوبة ومن وقت استقامتهما إلى أن يقارنا الشمس طبيعتهما الحرارة ومن مقارنتهما الشمس وتغريبهما إلى أن يقيما طبيعتهما اليبس ومن وقت رجوعهما إلى أن يقارنا الشمس طبيعتهما البرد
صفحه ۴۲۴