170

مدخل کبیر

ژانرها

فأما أفاعيل الكواكب في الأشياء السعادة والنحوسة فإنها على خمس جهات فالأولى أنه ينفعل عن قواها في وقت واحد في شيء واحد السعادة والنحوسة معا كتفصيلها أنواعا كثيرة مختلفة من جنس واحد في وقت واحد ويكون بعض النوع أفضل من غيره أو كتفصيلها أشخاصا كثيرة من نوع واحد في وقت واحد ويكون بعضها أفضل من بعض والثاني أن يظهر للكوكب الواحد في وقت واحد السعادة والنحوسة في شيئين مختلفين كما هو موجود من فعل زحل إذا استولى على السنة في بعض النواحي البرد المفرط المهلك وفي الناحية الأخرى الاعتدال وقد يفعل مثل ذلك في اليوم الواحد والليلة الواحدة لأنه إذا كان في بعض المواضع من الفلك فهو لقوم في مكان نهارهم ولآخرين في مكان ليلهم فيدل للقوم الذين هم في مكان النهار من السعادة على شيء ويدل للقوم الذين هم في مكان الليل من النحوسة على شيء من الأشياء فقد دل في وقت واحد لأحدهما من السعادة والنحوسة على شيء خلاف ما دل عليه للآخر والثالث أن ينفعل عن قوة الكوكب السعادة والنحوسة في وقتين مختلفين بحالين مختلفين كما يظهر من فعل الشمس والكواكب لأنها إذا مالت إلى ناحية من النواحي أو سامتتها في بعض أوقات السنة فإنها تظهر أفاعيلها في ذلك الموضع فإذا مالت عنه أو تنحت عن مسامتته فإنه يزول فعلها عنه ويكون فعلها في الناحية الأخرى التي يسامتها أو يقرب منها والرابع أن الكوكب السعد ربما فعل بخاصيته فعل النحوس وأن النحس بخاصيته ربما فعل فعل السعود وذلك على وجهين أحدهما كما ذكرنا مما يحدث منها في الأزمنة في بعض المواضع الحر المفرط وفي بعضها الاعتدال والثاني باختلاف حالاتها في ذاتها أو في بروجها والخامس أن اختلاف تكو ين الأشياء إنما يكون باختلاف حركاتها التي توجد عندنا ولأن حركاتها طبيعية فالأشياء التي تنفعل عن قوى حركاتها طبيعية فأما السعودية والنحوسية التي تحدث في تلك الأشياء فهي من خاصيتها فمن هذه الجهة صار لكل كوكب خمس خواص فقد ظهر لنا الآن عدد خاصيات الكواكب وأيها السعد وأيها النحس وأيها الممتزج وأن السعود ربما ظهر لها مثل فعل النحوس والنحوس ربما ظهر لها مثل فعل السعود وأن السعودة والنحوسة من خاصيتها وأن الأشياء التي تنفعل من قوى حركاتها في هذا العالم طبيعية الفصل السادس في اختلاف حالات السعود والنحوس وانتقال طبيعة أحدهما إلى الآخر

قد ذكرنا فيما تقدم أي الكواكب السعد وأيها النحس وأيها الممتزج وأن السعادة الاعتدال والمشاكلة وأن النحوسة الإفراط والمخالفة وأنها في السعودة والنحوسة مختلفة الحالات لأن كل واحد منها قد ينتقل عن تلك الدلالة إلى غيرها باختلاف حالاتها التي تكون لها في ذاتها وفي مواضعها من البروج ومن دور الفلك إلا أنها وإن انتقلت من حال إلى حال فإن منها ما نحوسته أكثر من سعادته ومنها ما سعادته أكثر من نحوسته فأما اعتدال الكواكب فإنما يكون بحاله في نفسه كالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والتشريق والتغريب والنهاري والليلي وسائر الحالات التي تكون له في ذاته وأما المشاكلة الدالة على الكون فإنما يكون بمكانه في برجه الذي يكون له فيه حظ موافق كالبيت والشرف والحد والمثلثة وسائر الحظوظ الصالحة التي للكوكب في البروج مما سنذكرها فيما نستقبل

صفحه ۴۰۲