وقد يوجد السمك في البحار والآجام والمياه الجارية إذا كان من أول الشهر إلى الامتلاء يخرج من أجحرته ومن غور الآجام والبحار ويزيد في سمنه وكبره وإذا كان من بعد الامتلاء ئلى إلى الاجتماع فإنه يدخل في أجحرته وفي غور البحار والمياه ولا يسمن فأما في اليوم والليلة فما دام القمر مقبلا من المشرق إلى وسط السماء فإنه يكون ظاهرا خارجا من أجحرته ويزيد في سمنه وإذا زال القمر غاب في أجحرته ولا يزيد في أبدانه ولا يسمن إلا سمنا قليلا وكذلك خرشة الأرض فإن خروجها من أجحرتها في النصف الأول من الشهر يكون أكثر من خروجها منها في النصف الآخر وكل شيء مما يلسع أو يعض فإنه في النصف الأول من الشهر يكون أقوى فعلا في العض واللسع والطلب له والحرص عليه ويكون سمها أقوى منه في النصف الآخر والسباع أيضا فإنها في النصف الأول من الشهر يكون أكثر طلبا للصيد منها في النصف الآخر فأما الأشجار والغروس فإنها إن غرست والقمر زائد في ضوئه أو مقبل إلى وسط السماء علقت وكبرت ونشأت وحملت وأسرعت النبات والنشوء والحمل وإن كان القمر ناقصا في الضوء أو زائلا عن وسط السماء لم تسرع النبات وأبطأت في الحمل وربما يبست وقد يفسد أيضا كثير من النبات الذي يلبس كالكتان فإنه يحرقه ويقطعه إذا كان ظاهرا للقمر بالليل
فأما خاصية دلالة القمر على الفواكه والرياحين والزروع والبقول والأعشاب فإن القمر ما دام زائدا في ضوئه إلى أن يمتلئ فإن نموها وزيادتها يكون أكثر من نموها وزيادتها في النصف الأخير من الشهر وهذا ظاهر عند الفلاحين وأصحاب الزراعة وليس ذلك عند العلماء وذوي المعرفة منهم بل عند عامتهم فإنهم يجدون ذلك في أنواع الفواكه والبقول كالخوخ والبطيخ والمشمش والقثاء والخيار والقرع وأنواع البقول والفواكه ويحسون حسا ظاهرا أيضا من أول الشهر إلى نصفه ينمو ويزيد ويتكون أكثر مما يزيد وينمو من عند نقصان القمر إلى آخر الشهر وفي الوقت الذي يطلع القمر ويسامتهم من اليوم والليلة ينمو ويزيد أكثر مما ينمو ويزيد في سائر أوقات اليوم والليلة فأما المعادن فإنها من أول الشهر إلى الامتلاء تتكون وتزيد في ذات جواهرها وفي بصيصها وصفائها ونقائها أكثر مما تتكون وتزيد فيها من عند نقصان القمر إلى الاجتماع وأكثر فعله وأظهره في الجواهر الرخوة وذلك ظاهر معروف عند أصحاب المعادن
صفحه ۳۴۰