72

ثم إنه وقع أن علقت نشرات بعمان والكرك جاء فيها:

إنه بلغ الحكومة البريطانية ورود شرذمة من الحجاز لقتال فرنسا بسوريا، وإن الحكومة البريطانية غير راضية عن هذه الحركة. فالحكومة البريطانية تحتقر كل شخص يلتحق بهذه الشرذمة وتحذر الناس من الالتحاق بها.

وفي يوم الاثنين، في 20 جمادى الثانية 1339، غادرت معان في القطار إلى عمان، وقبل تحرك القطار من محطة معان، ألقيت على مودعي الكلمة التالية:

إنني الآن مودعكم، وأود ألا أرى بينكم من يعتزي إلى إقليمه الجغرافي، بل أحب أن أرى كلا منكم ينتسب إلى تلك الجزيرة التي نشأنا فيها وخرجنا منها؛ والبلاد العربية كافة هي بلاد كل عربي.

ومن أعجب الحوادث في تلك الأثناء، مقابلة الشيخ يوسف ياسين سكرتير جلالة الملك عبد العزيز لنا في الزيزاء - محطة في الطريق من معان إلى عمان - وقوله لنا:

أرجوكم أن تعودوا إلى معان، فإن المعتدين البريطان في شرقي الأردن قد انسحبوا إلى فلسطين، وأخلوا الطريق لفرنسا كي تخرجكم إن دخلتم.

وكانت يده ترتجف وهو متعلق بشباك عربة القطار، فقلت له: لا بأس عليك ولا خوف علينا. ثم دفعت يده من ملتزمها فانحط إلى الأرض.

وفي صباح الأربعاء 22 جمادى الثانية 1339 الموافق 2 آذار 1921 - بعد أن أمضينا ليلة بالزيزاء - تحرك بنا القطار إلى عمان فوصلناها قبيل ظهر اليوم نفسه.

وقد وصل إلي بعمان كل شيوخ الطفيلة والكرك وشيوخ البادية؛ فمن الحويطات حمد بن جازي ومن معه، ومن شيوخ الشمال مثقال باشا الفايز وكافة الصخور وكافة أهل الشمال.

وفي اليوم التالي من الوصول إلى عمان - أي يوم الخميس - ألقيت خطابا جاء فيه:

صفحه نامشخص