وشعرت أن الله قد تحيز للصبيان في كل شيء.
ونهضت من فراشي أجر كياني الثقيل ونظرت في المرآة. ما هذا؟ نتوءان صغيران نبتا على صدري؟
آه، ليتني أموت!
ما هذا الجسم الغريب الذي يفاجئني كل يوم بعار جديد يزيد ضعفي وانكماشي؟!
ترى أي شيء آخر سينبت في الغد على جسدي؟ أو ترى أي ظاهرة أخرى جديدة تتفجر عنها أنوثتي الغاشمة؟! •••
كرهت أنوثتي.
أحسست أنها قيود؛ قيود من دمي أنا تربطني بالسرير فلا أستطيع أن أجري وأقفز، قيود من خلايا جسمي أنا، تسلسلني بسلاسل من الخزي والعار فأنطوي على نفسي أخفي كياني الكثيف. لم أعد أجري، ولم أعد ألعب.
هذان النتوءان على صدري يكبران ويهتزان كلما مشيت.
وقفت حزينة بقامتي الطويلة الفارعة أخفي صدري بذراعي، وأنظر في حسرة إلى أخي وزملائه وهم يلعبون.
كبرت، كبرت عن أخي مع أنه أكبر مني سنا! كبرت عن أمثالي من الأطفال فانسحبت من وسطهم وجلست وحدي أفكر.
صفحه نامشخص