قال: «أحب الأشياء إلى نفسي ... ولكن أرجوك ألا نجعل اللعب على حسابي.»
قال: «أؤكد لك أن أمي مولعة بلعبة «الربر» ... ألست كذلك يا أمي؟»
وأجابت العجوز بالإيجاب، وكانت أقل صمتا بكثير في موضوع لعب الورق مما هي في الموضوعات الأخرى.
وصاح السيد الكبير مناديا: «جو ... جو ... لعنة الله ... ولكن ها هو ذا ... هلم هيئ لنا موائد اللعب.»
فمضى ذلك الغلام النوام بغير حاجة إلى مزيد من اليقظة يعد مائدتين، إحداهما للعبة «البابا جوان» وأخرى للعبة «الويست»، وكانت حلقة لاعبي الويست تتألف من المستر بكوك، والسيدة العجوز، والمستر ملر، والسيد البدين، أما اللعبة المستديرة، فقد شملت بقية الحاضرين.
وكان اللعب فيما يتعلق «بالويست» مقترنا بكل الجد والاتزان والرزانة التي تليق باسمها، ومعناه «السكون»؛ حتى ليلوح لنا أن تسميتها «باللعب» تسمية منكرة، وغير متفقة مع «الجد» الذي يراعى فيها، أم اللعبة الأخرى فقد بلغ من ضجتها والمرح الصاخب من حولها، أن قطعت فعلا على المستر ملر أفكاره ومسرحاته، فلم يندمج فيها كما ينبغي، وارتكب عامدا مرارا عدة أغلاط صارعة ومخالفات أثارت غضب السيد البدين إلى حد بعيد، وأدخلت السرور على نفس السيدة العجوز إلى الحد ذاته.
وقال المستر ملر بلهجة المنتصر، وهو يعود إلى الخدعة القديمة في نهاية كل دور: «هي ... ما رأيكما، لم يكن في الإمكان أن تلعب هذه الورقة أحسن من هذا ... إني لأمتدح نفسي وأتملقها ... مستحيل أن أكون قد عدت إلى خدعة أخرى؟»
وقال العجوز: «لقد كان أجدر بملر أن يرمي «الإسباني»، أليس كذلك يا سيدي؟»
فأومأ المستر بكوك إيماءة الموافقة.
وقال وهو يتوسل إلى زميله مستنجدا: «أكان ذلك أحق؟»
صفحه نامشخص