223

مذكرات بكوك

مذكرات بكوك

ژانرها

وقال المستر بكوك: «هنا.»

فعادت مسز ليو هنتر تصيح قائلة: «هل أتيح لي حقا أن أحظى برؤية المستر بكوك نفسه؟ أممكن هذا؟»

وأجاب المستر بكوك وهو ينحني انحناءة بالغة: «هو بعينه، لا أحد سواه يا سيدتي، اسمحي لي أن أقدم أصدقائي: المستر طبمن، والمستر ونكل، والمستر سنودجراس، إلى الشاعرة صاحبة قصيدة الضفدعة المحتضرة.»

ولا يعرف غير القليلين الذين جربوا مدى المشقة التي يعانيها كل من يريد أن ينحني بالتحية، وهو في سترة خضراء من المخمل ضيقة عليه شديدة الضيق، وقبعة عالية مفرطة في الارتفاع، أو في صدار حريري أزرق، وسراويل بيضاء، أو أربطة ركب، وأحذية طوال لم تفصل مطلقا على لابسيها، بل ركبت عليهم دون أي مراعاة لتناسب الأحجام والمساحات بينها وبين المرتدين، فلا عجب إذا قلنا: إنه لم يعان أحد يوما مثل ما عانى المستر طبمن من التلوي والتقلص والتقبض، وهو يحاول أن يبدو مستريحا ليس به من عناء، وإنه لم يقاس أحد يوما من هذه الأوضاع المحرجة مثل ما قاساه أصدقاؤه المتنكرون في تلك الثياب.

وانثنت مسز ليو هنتر تقول: «إنني مضطرة يا مستر بكوك إلى استنزال وعد منك بأن لا تتحرك من جنبي طيلة اليوم، إن هناك مئات من الناس لا بد لي قطعا من تقديمك إليهم.»

وقال المستر بكوك: «إنك لجد كريمة يا سيدتي.»

ومضت «منيرفا» تقول وهي تشير بغير اهتمام إلى فتاتين مليئتين، إحداهما تلوح في نحو العشرين، والأخرى أكبر منها بعام أو عامين، وهما مرتديتان ثيابا أقرب ما تكون إلى ثياب الأحداث والصغار لكي تلوحا أصغر من سنهما، أو تبدو أمهما أدنى إلى الشباب، وهو أمر لم يحدثنا عنه المستر بكوك في مذكراته، ولم يقطع فيه برأي حاسم، ومضت منيرفا تقول أول كل شيء: «ها هما هاتان ابنتاي الصغيرتان، لقد كدت أنساهما.»

وأجاب المستر بكوك بعد أن شهدهما تتوليان مبتعدتين، عقب تقديمهما إليه: «إنهما جميلتان في غاية الجمال.»

وقال المستر بت بجلال: «مثل أمهما.»

وصاحت به مسز ليو هنتر: «أوه أيها الرجل الشرير!» وراحت مداعبة تدق بلطف ذراع رئيس التحرير بمروحتها (تصوروا منيرفا ممسكة بمروحة!)

صفحه نامشخص