وأجاب السيد النحيف: «بلا أدنى شك.»
وقال المستر بت: «إن الصحافة أداة ذات قوة بالغة يا سيدي.»
ووافق المستر بكوك على هذا الرأي كل الموافقة.
واستتلى المستر بت قائلا: «ولكني على يقين يا سيدي من أنني لم أسئ يوما استغلال هذه القوة العظيمة التي في يدي، ولم أوجه هذا السلاح الرفيع الشأن الذي وضع في كفي في صدر حياة الأفراد الخاصة وقدسيتها، أو في صميم سمعة إنسان وشهرته، وأعتقد يا سيدي أنني كرست قواي وجهودي، وقد تكون هذه الجهود صغيرة متواضعة، بل أعرف أنها كذلك في سبيل غرس تلك المبادئ التي ...»
وهنا بدا على رئيس تحرير «الغازت إيتنزول» أن ذهنه بدأ يشرد، فبادر المستر بكوك إلى إسعافه قائلا: «بلا شك.»
وقال المستر بت: «ودعني أسألك يا سيدي، ما شعور الرأي العام في لندن من ناحية خصومتي مع جريدة «إيتنزول المستقلة»؟»
وتدخل المستر بركر قائلا، وهو ينظر نظرة استحياء يغلب على الظن أنها عريضة: «لقد تأثرت كثيرا بلا شك.»
ومضى المستر بت يقول: «ستبقى هذه الخصومة ما بقيت لي صحتي وقواي، وذلك النصيب من النبوغ الذي وهبته، ولن أنزوي أو أتراجع يا سيدي يوما عن هذا النضال، حتى أضع قدمي فوق هامة «إيتنزول المستقلة»، وإن كان نضالي حيالها قد يحدث بلبلة في عقول الناس، ويثير مشاعرهم، ويجعلهم عاجزين عن تأدية واجباتهم اليومية في الحياة العادية. إني أود أن يعلم أهل لندن وشعب هذا البلد جميعا يا سيدي، أن لهم أن يضعوا ثقتهم في شخصي، وأنني لن أتخلى عنهم، وأنني معتزم أن أقف بجانبهم يا سيدي إلى النهاية ...»
وقال المستر بكوك: «إن تصرفك يا سيدي نهاية في النبالة، وسمو النفس.» وراح يتناول يد «بت» العظيم.
وعاد المستر بت يقول، وهو يكاد تتقطع أنفاسه من تأثير هذا التصريح الوطني الذي أدلى به: «إنني أراك يا سيدي أخا رجاحة ونبوغ، وإني لسعيد كل السعادة يا سيدي بمعرفة رجل مثلك.»
صفحه نامشخص