وكادت العمة العانس لا تصدق عينيها، حين رأت المستر تراسي طبمن يجلس بجانب «إملي» يرنو إليها، ويهمس ويبتسم؛ «إغاظة» في المستر سنودجراس، فلم يوجه كلمة ولا نظرة، ولا رنوة واحدة إلى التي كانت موضع معزته وحبه في المساء المنصرم.
وجعل المستر واردل يقول لنفسه: «لعنة الله على ذلك الغلام، لقد سمع هذه القصة من أمه ... لعنة الله عليه ... كان نائما بلا شك ... ذلك كله من نسج الخيال.»
وكانت العمة العانس في تلك اللحظة ذاتها تقول لنفسها: «يا للخائن! لم يخدعني المستر جنجل العزيز ... أوه، كم أنا لذلك الشقي الأثيم كارهة!»
ولعل في الحديث الذي نحن هنا موردوه شرحا كافيا لسر هذا التحول الغريب في ظاهره، الذي بدا من جانب المستر تراسي طبمن.
كان الوقت مساء، والمنظر في الحديقة، وكان هناك شبحان يسيران في طريق جانبي، أحدهما أميل إلى القصر والبدانة، والآخر أدنى إلى الطول والنحول، وكان الرجلان هما المستر طبمن، والمستر جنجل.
وبدأ الرجل البدين الحوار.
قال: «لست أدري كيف فعلت ذلك؟»
وأجاب الآخر: «بديع ... مفتخر ... لو كنت في مكانك لما فعلت أحسن من ذلك، ولا أفضل ... لتكرر الدور عينه غدا ... وفي كل مساء ... إلى حين صدور تعليمات أخرى.»
قال: «وهل تريد راشل مني أن أثابر؟»
قال: «بالطبع ... وإن كان ذلك على الرغم منها ... ولكن لا بد مما ليس منه بد ... لتحويل الأنظار ... وإزالة الشبهات ... خائفة من أخيها ... تقول: إنه لا حيلة غير ذلك ... وإنه يستمر عدة أيام قليلة لا أكثر ... وعندما تعمى أبصار الكبار في السن هنا ... تقدم فتوج سعادتك بأكاليل الانتصار.»
صفحه نامشخص