وإني لأذكر في هذه المناسبة حادثا طريفا لا بأس من سرده. من فائق النجاح!
قابلت في آخر الليل المدير المالي: وهو الخواجة (صاحب قهوة متروبول)، ولم يكن يعرف أنني أمثل. بل كان يزعم أنني أحد مديري الفرقة وبس! سألت «الخواجة» عن رأيه في الرواية وممثليها، فقال باللهجة العربية الممتزجة «بالجريجية». «يا سلام! يا سلام فري ... دي خاجه تمام ... خاجه خلوه ... الراجل فري دي برجيه إيه ابن الكلب ده!!».
ثم تفضل فوجه إلي هذا السؤال «من خنزير عجوز برجيه دي مسيو نجيب؟»
فأجبته: «أهو واحد ممثل. بكره تعرفه والسلام».
وفي اليوم التالي، كان «الخواجة» قد عرف من زملائي أن الخنزير العجوز برجيه لم يكن إلا ... نجيب الريحاني، ومن ثم جاء يضاعف تهنئته لي. ويعتذر عن إعجاب أمس المقرون بالسباب.
هبوط!
وبعد أيام من عمل فرقتنا في مسرح برنتانيا القديم رأينا الإيراد بدأ «يخسع»، وحالة الأسهم في هبوط مخيف. فلم يكن الدخل يزيد في ليلة من الليالي عن العشرة جنيهات أو الثمانية كان الجزء الأكبر منها يدفع في إيجار التياترو. والباقي يقسم على أسهم الممثلين. فكان يخص السهم إذ ذاك «ثلاثة تعريفه». وإذا «نغنغت» الحالة في إحدى الليالي، ارتفع نصيب السهم إلى سبعة عشر مليما أو ثمانية عشر.
ولم نكن نعمل طيلة أيام الأسبوع، بل كنا نكتفي بثلاث ليال فقط كنت أحصل في أثنائها على مبلغ يتراوح بين الاثني عشر والأربعة عشر قرشا أسبوعيا. أما بقية أيام الأسبوع، فقد كانت تشغلها البروفات. والبروفات بالطبع لا أجر عليها.
كنت أسكن كما سبق القول - في مصر الجديدة - وكانت أجرة المترو عشرة مليمات في الذهاب ومثلها في الإياب. فأين لي العشرون مليما أدفعها للحضور والعودة في أيام البروفات!!
وبعد محاولات ومحاولات، صدر الأمر بإعفائي من الاشتراك في البروفات ماعدا البروفة النهائية، فقد تحتم علي حضورها. وفي ميدان الاقتراض والسلفيات متسع للجميع.
صفحه نامشخص