وبعد أن قضينا في البروفات شهرا كاملا، انقطعت ممثلتنا الأولى (حياة صبري) عن الحضور، وبحثنا عن علة ذلك فقيل لنا أنها اتفقت مع فرقة أخرى، وإنها لن تكون معنا في رحلتنا المنتظرة! وما العمل الآن ونحن في انتظار برقية من علي يوسف بين لحظة وأخرى، يشير فيها علينا أن نقوم توا إلى المغرب؟
ورجونا حياة دون جدوى، فاضطررنا إلى البحث عن غيرها ... وكلما فكرنا في واحدة كعلية فوزي مثلا، قيل لنا إنها اتفقت منذ يومين أو أسبوعين أو ساعتين مع غيرنا للعمل معهم، فيسقط في أيدينا ونعود إلى ندب حظنا السيئ وبختنا اللي زي ما أنت شايف!
والآن، ونحن كالغرقى في محيط بعيد الغور، جاءنا من يحمل إلينا نبأ يتلخص في أن السيدة بديعة مصابني تعرض أن ترافقنا في رحلتنا هذه! بديعة! وماذا يا ترى ساقها إلى طلب ذلك؟
بل ما هو الدافع لها بعد أن هجرت عملنا، ومضت مدة لم تباشره وايانا؟ القصد! فما دامت هي التي تريد، فلنرد نحن ما يكون! واتفقنا مع بديعة والخيرة في الواقع.
كيف الرحيل
وسارت البروفات في طريقها كما كانت، ومضت مدة كنا ننتظر في أثناءها أي شيء من علي يوسف، ولكن لم نسمع عنه نبأ! فماذا حل به يا ترى؟ وإذا كان هناك ما يسوء فهل تبقى أخباره مكتومة مجهولة؟
هناك مثل إنجليزي معناه أنه «إذا لم يكن هناك أي أخبار، فالأخبار خير» طيب صدقنا وآمنا بأن الأخبار خير، ولكن كيف يمكننا الرحيل وليس في أيدينا حتى أجرة القطار من القاهرة إلى بنها؟!
ظللنا ننتظر أن يحن علينا (أبو يوسف) بقرشين من «العرابين» التي تسلمها، ولكن مضت أسابيع وأسابيع ولم نر فيها (ريح يوسف) ولما أكمل في غيابه عنا حوالي الشهرين، يئسنا من الرحلة ومن إتمامها، ورحت أفكر في الطريقة التي أعتذر بها إلى أفراد الفرقة، وأحمل إليهم نبأ حلها شيئا فشيئا. وفيما نحن كذلك، إذا بي أرى علي يوسف شخصيا! علي يوسف بنفسه لا خطاب منه ولا برقية! - ما الذي جاء بك؟ وما نتيجة عملك؟ - إنني أتيت إلى مصر لأدبر المال اللازم لترحيل الفرقة إلى بلاد المغرب! - ما شاء الله. والمال الذي ننتظره من هناك يا سي علي! هل تبخر؟ - كلا. ولكن مسرح البلدية تسلم النقود ولم يشأ أن يعطينا شيئا منها حتى تصل الفرقة إلى هناك ويروها رأي العين!
البحث عن ممول
وراح الله يمسيه بالخير يبحث هنا وهناك عن ابن حلال يدخل وإياه في هذه العملية، وكان له صديقان قديمان هما الشقيقان صالح وموريس كريم. وقد حملتهما هذه الصداقة على أن يعثرا لصديقهما هذا على «لقطة» أو زي ما تقول «هدية» في شخص صديق آخر لهما اسمه الخواجة «جياكومو». وما كاد علي يوسف يلتقي به حتى هيأ له البحر طحينة وأفهمه أن قرشه سيتضاعف آلافا مؤلفة، وأن المليم سيصبح بقدرة قادر دهب أحمر بعد الرحلة. وأن من قدم شيء بيداه التقاه.
صفحه نامشخص