يرزق من يشاء وهو القوي العزيز )، ( من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب ، أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولو لا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ، ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ).
وهذه الآيات جميعها على وزن واحد فان شديد وقريب وبعيد وعزيز ونصيب واليم وكبير ، كل ذلك على وزن فعيل ، وان اختلفت حروف المقاطع التي هي فواصلها ، وامثال هذا في القرآن كثير ، بل معظم آياته جارية على هذا النهج ، حتى انه لا تخلو منه سورة من السور ، ولقد تصفحته فوجدته لا يكاد يخرج منه شيىء عن السجع والموازنة. وأما ما جاء من هذا النوع شعرا فقول ربيعة بن ذؤابة :
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم
بعتيبة بن الحرث بن شهاب
فالبيت الثاني : هو المختص بالموازنة فإن باسا وفقدا على وزن واحد انتهى.
الثاني : الاستعارة فيهما لان البلع حقيقة في بلع الطعام وامثاله بالبلعوم ، أي مجرى الطعام في الحلق ، والقلع معناه الحقيقي نزع الشيىء من مكانه ، وقد استعيرا في الآية لغير معناهما لمناسبة بينه
صفحه ۶۱