216

التكرار.

وقال بعض اخر : ان سورة يوسف ، نزلت بسبب طلب الصحابة ان يقص عليهم ، كما اشير اليه في بعض الروايات ، فنزلت مبسوطة تامة ، ليحصل لهم مقصود القصص : من استيعاب القصة ، وترويح النفس بها ، والاحاطة بطرفيها.

وهاهنا جواب آخر : قيل هو اقوى من جميع ما تقدم من الأجوبة ، وذلك : ان قصص الأنبياء انما كررت ، لأن المقصود بها افادة اهلاك من كذبوا رسلهم ، والحاجة داعية الى ذلك ، لتكرير تكذيب الكفار للرسول (ص)، فكلما كذبوا ، نزلت قصة منذرة بحلول العذاب ، كما حل على مكذبي انبياء السلف.

واليه اشير في قوله تعالى : « كم أهلكنا من قبلهم من قرن » وقصة يوسف لم يقصد منها ذلك.

وبهذا ايضا يحصل الجواب : عن حكمة عدم تكرير قصة اصحاب الكهف ، وقصة ذي القرنين ، وقصة موسى مع الخضر ، وقصة الذبيح.

فهذا الجواب اشمل ، فلذلك كان اقوى.

قيل : قد تكررت قصة ولادة يحيى ، وولادة عيسى ، مع انها ليست من ذلك القبيل : لان الاولى : انزلت خطابا لأهل مكة ، والثانية : انزلت خطابا لليهود ونصارى نجران حين قدموا ولهذا اتصل بها ذكر المحاجة والمباهلة.

(فان قيل : كيف التوفيق بين ما ذكر هنا) من الحكم بامكان كشف اعجاز القرآن ، وانحصار سبب الكشف في علم البلاغة وتوابعها

(وبين ما ذكر في المفتاح من) الحكم بعدم امكان الكشف ،

صفحه ۲۱۸