كما ارتكب ذلك في بعض اواخر آيات القرآن ، وان افاد ذلك. زائدا على المناسبة : فائدة ، بل فوائد جمة ، يحتاج فهمها ، الى مزيد ذوق ودقة.
وبعضهم يسمى هذه المناسبة : (سجعا) ومنعه آخرون ، كما منعوا من تسميتها (قافية).
اما القافية : فلانها من اوصاف الشعر ، وقد سلب الله تعالى عن كلامه اسم الشعر.
واما السجع : فاما لان السجع اصله : صوت الحمام ونحوه ، فلا يناسب كلام الملك العلام ، واما لان السجع : كان من فعال الكهنة فافهم كانوا يستعملونه غالبا ، عند اخبارهم عن المغيبات.
فيجب تنزيه القرآن : عن الوصف اللاحق بغيره من الكلام.
وكيف كان ، فنذكر نبذا مما ارتكب فيه هذه المناسبة ، ليكون من باب المثال.
منها : تقديم المعمول على العامل ، في قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ).
ونحوه : ( أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ).
منها : تقديم معمول على آخر اصله التقديم ، نحو : ( لنريك من آياتنا الكبرى ). اذا قلنا : ان الكبرى مفعول ثان ، ومن آياتنا من متعلقاته.
ونحوه : ( ولقد جاء آل فرعون النذر ).
ومنه : تقديم خبر كان على اسمها ، نحو : ( ولم يكن له كفوا أحد ).
صفحه ۲۱۱