123

الأرض ولا يكتمون الله حديثا » فهم يكتمون بألسنتهم ، فتنطق أيديهم وجوارحهم.

واما الثانيتان : فلان نفي المسألة فيما قبل النفخة الثانية واثباتهما فيما بعدها فانه « فإذا نفخ في الصور* فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ) * ( ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ) * ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون » .

واما الثالثتان : فلان الله تعالى بدأ خلق الأرض في يومين غير مدحوة ثم خلق السماوات فسويهن فى يومين ، ثم دحى الأرض بعد ذلك وجعل فيها الرواسي وغيرها في يومين ، فتلك اربعة أيام.

كذا اجاب ابن عباس عن هذه الآيات حين سأله رجل عنها : على ما حكاه عنه الفاضل السيوطي في تفسير الاتقان.

ويمكن الجواب عن الثانيتين : بحمل الاولى على عدم التساؤل فى الانساب.

والثانية : على التساؤل في غيرها.

او يوفق بينهما كما قيل باختلاف الموقفين ، كما وفق بذلك بين قوله تعالى : ( فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ).

وقوله تعالى : ( وقفوهم إنهم مسؤلون ) فتأمل.

وقد اجيب عن الثالثتين بوجوه اخر :

منها : ان (ثم) بمعنى (الواو).

ومنها : ان المراد ترتيب الخبر لا المخبر به ، كما في قوله تعالى : ( ثم كان من الذين آمنوا ) الآية.

صفحه ۱۲۵