145

معتبر

المعتبر (ج3) لأبي سعيد الكدمي

ژانرها

وقد مضى القول بان بعر الضفادع وفضلاتها ما دامت في الماء طاهرة، وقد يشبه فيها معاني أحكام الدواب المائية، فاما سؤرها فلا أعلم فيه قولا بالكراهية، لأنها خارجة عندي في حال الاسترابة إذا جاء من البر، لأنها في البر يلحقها معاني الاسترابة من مراعي الأقذار، فإذا جاءت من البر لا يبعد أن تكونن طعمت شيئا فيه خبث ونجاسة فيلحقها حكمه، وعندئذ تكون معاني أحكامها أن يلحقها تبعا لذلك فساد سؤرها ورطوباتها وكراهيته، على معاني الاختلاف في غيرها من الدواب البرية المسترابة كاكلة اللحوم من السباع، وأكلة الجيف من سباع الطير ذات المخالب أو ذوات المخارط أو من الدواجن الجلالة، وإذا لحق الضفادع وغيرها من ذوات الأرواح والدماء الأصلية، معاني ذلك لم يبعد أن يلحقها معاني الاختلاف في لحمها وجميع رطوباتها لمعنى الاشتباه لها في سائر الدواب في معنى الاسترابة.

وأما أبوالها فيختلف الأمر إذا كانت في الماء أو جاءت من الماء، فعندي أنها إذا جاءت من الماء أو في معاني ما يقرب من الماء فإن ذلك يخرج عندي فيها، ما لم تصر في الماء بحد ما يلحقها معاني الاسترابة في المرعى، لأنها من ذوات الماء، فإذا كانت في الماء أو في قرب الماء أو من الماء بنحو ما لا يلحقها ذلك من الموضع التي هي فيه حكم الاسترابة، ينقلها عن أحكام طهارتها بحكم الماء فيعجبني أن يحكم لها على هذه الصفة في أحكامهاالمائية، كان مجيؤها من الماء إلى البر، أو من البر إلى الماء ما لم يلحقها حكم الاسترابة بما يعلم، أو بما يغلب من الشبهة لذلك.

فإذا ثبت لها معاني حكم ذلك على هذه الصفة، فقد قيل في بولها في هذه المنزلة من منازلها باختلاف:

فقيل: إنه مفسد.

وقيل: إنه ليس مفسدا.

ومعي أنه يلحقها معاني الاختلاف بمنزلة سائر الدواب في أبوالها، وان لم تكن أقرب في ذلك من غيرها فليست بأبعد.

صفحه ۱۴۸