185

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

ناشر

دار الجيل

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

محل انتشار

بيروت

المعتضد، قال حدثني «أبي» قال: كنت ذات يوم في دار المعتضد، وقد أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء، فلما أخذنا مضاجعنا، وهدأت العيون، أحسسنا بفتح الابواب، وتفتيح الأقفال بسرعة، فارتاعت الجماعة لذلك، وجلسنا في «فرشنا» فدخل إلينا خادم من خدم «المعتضد» فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم: أرقت الليلة بعد انصرافكم فعملت:
ولما انتهينا للخيال الذي سرى ... إذا الدار قفر والمزار بعيد
وقد ارتجّ على تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفي الجماعة كل شاعر مجيب مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة، وأطالوا الفكر، فقلت مبتدرا لهم:
فقلت لعيني عاودي النوم واهجمي ... لعلّ خيالا طارقا سيعود
فرجع الخادم إلى «المعتضد» بهذا الجواب، ثم عاد إليّ، فقال: أمير المؤمنين يقول لك، أحسنت، وما قصّرت، وقد وقع بيتك الموقع الذي أريده، وقد أمر لك بجائزة وها هي (١). كما أخذ «الحسن بن العلاف» الحديث عن خيرة العلماء منهم:
«حميد بن مسعدة البصري، ونصر بن عليّ الجهضمي، ومحمد بن إسماعيل الحسّاني» وآخرون (٢). وقد روى عنه الكثيرون منهم، «عبد الله بن الحسن بن النخاس وأبو الحسن الجرّاحي القاضي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين».
توفي «الحسن بن العلّاف» سنة ثمان عشرة وثلاثمائة على خلاف في ذلك.
﵀ رحمة واسعة إنه سميع مجيب.

(١) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٨٠.
(٢) انظر تاريخ بغداد ج ٧ ص ٣٧٩.

1 / 191