معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن أبي سفيان
ژانرها
واحتاج أن يقول مرة كما جاء في الطبري مسندا إلى سعيد بن سويد: «ما قاتلتكم لتصوموا، ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم.»
وهي قولة لم يقلها أحد غيره من المطبوعين على الصولة والزعامة؛ لأنهم لا يحتاجون إليها؛ ولكنه قالها لأنها جثمت على صدره لطول ما صبر على مجابهة هذا ومصانعة ذاك، وتذكير المذكرين إياه أنه لم يملكهم عنوة ولا فتحا، بل ملكهم المشارطة والاتفاق ... فنفس عن صدره بتلك الكلمة، ولم يحدث من غيره أنه شعر بالحاجة إلى تنفيس كذلك التنفيس. •••
لقد كان في الرجل مشابهة للجمل الصبور، ولم تكن فيه مشابهة للأسد الهصور
36 ...
كان يصفح لأنه لا يغضب، وكان يحمل على كاهله، وفي طوايا نفسه ما ينوء
37
غيره بحمله، وكان يصبر الصبر الطويل على بلوغ الجاه حيث لا يطاق هذا الصبر مع نزوع الطبيعة السوارة
38
إلى الزعامة والصولة.
كان حلمه امتناع غضب، وكانت همته تقليد وراثة وحلية وجاهة ... وقد قال مرة أو مرات: «إن السلطان يغضب غضب الصبي ويأخذ أخذ الأسد ...»
صفحه نامشخص