معلقات دهگانه و اخبار شاعران آن
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
ژانرها
فلما فرغ، قلت: لو أن امرأ القيس ينشر لردعك عن هذا الكلام. فقال: ماذا تقول؟ قلت: هذا لامرئ القيس. قال: لست أول من كفر نعمة أسداها. قلت: ألا تستحي أيها الشيخ؟! ألمثل امرئ القيس يقال هذا؟! قال: أنا والله منحته ما أعجبك منه. قلت: فما اسمك؟ قال: لافظ بن لاحظ. فقلت: اسمان منكران. قال: أجل. فاستحمقت نفسي له بعدما استحمقته لها، وقد عرفت أنه من الجن.
حال امرئ القيس وأوليته
ولما نشأ امرؤ القيس طرده أبوه، واختلف في سبب ذلك، فقيل إنه لما ترعرع علق النساء، وأكثر الذكر لهن والميل إليهن، فكره ذلك أبوه حجر، فقال: كيف أصنع به؟ فقالوا: اجعله في رعاء إبلك، حتى يكون في أتعب عمل. فأرسله في الإبل، فخرج بها يرعاها يومه، ثم آواها مع الليل، وجعل ينيخها ويقول: يا حبذا طويلة الأقراب، غزيرة الحلاب، كريمة الصحاب، يا حبذا شداد الأوراك، عراض الأحناك، طوال الأسماك. ثم بات ليلته يدور إلى متحدثه حيث كان يتحدث. فقال أبوه: ما شغلته بشيء. قيل له: فأرسله في الخيل. فأرسله في خيله فمكث فيها يومه، حتى آواها مع الليل، فدنا أبوه حجر يسمع، فإذا هو يقول: يا حبذا إناثها نساء، وذكورها ظباء، عدة ونساء، نعم الصحاب راجلا وراكبا، تدرك طالبا، وتفوت هاربا. قال أبوه: والله ما صنعت شيئا. فبات ليلته يدور حواليها، قيل له: اجعله في الضأن. فمكث يومه فيها، حتى إذا أمسى أراحها، فجاءت أمامه وجاء خلفها، فلما بلغت المراح، ودنا أبوه يسمع قال: أخزاها الله لا تهتدي طريقا، ولا تعرف صديقا، أخزاها الله لا تطيع راعيا، ولا تسمع داعيا. ثم سقط ليلته لا يتحرك، فلما أصبح قال أبوه: اخرج بها. فمضى حتى بعد من الحي، وأشرف على الوادي، فحثا في وجهها التراب فارتدت، وجعل يقول: حجر في حجر، حجر لا مدر، هبهاب لحم وإهاب، للطير والذئاب. فلما رأى أبوه ذلك منه، وكان يرغب به عن النساء والشعر، وأبى أن يدع ذلك، فأخرجه عنه، فخرج مراغما لأبيه.
فكان يسير في العرب يطلب الصيد والغزل حتى قتل أبوه، وقيل: إن سبب طرد أبيه إياه أنه كان يتعشق امرأته هرا، وهذا غير معروف من أخلاق العرب، وغاية ما في ذلك أن الأب بعد موته كانت امرأته يكون أكبر أولاده من غيرها وليها، فإن شاء تزوجها، وإن شاء منعها حتى تموت، وإن شاء زوجها من غيره.
خبره بعد مقتل أبيه
قيل إن حجرا والد امرئ القيس لما قتله بنو أسد في قصة طويلة - وكان طعنه أحدهم ولم يجهز عليه - أوصى، ودفع كتابه إلى رجل، وقال له: انطلق إلى ابني نافع - وكان أكبر ولده - فإن بكى وجزع فاله عنه، واستقرهم واحدا واحدا، حتى تأتي امرأ القيس - وكان أصغرهم - فأيهم لم يجزع فادفع إليه سلاحي وخيلي وقدوري ووصيتي. وقد كان بين في وصيته من قتله، وكيف كان خبره، فانطلق الرجل بوصيته إلى نافع ابنه، فأخذ التراب فوضعه على رأسه، ثم استقراهم واحدا واحدا، فكلهم فعل ذلك، حتى أتى امرأ القيس، فوجده مع نديم له يشرب الخمر، ويلاعبه بالنرد، فقال له: قتل حجر. فلم يلتفت إلى قوله، وأمسك نديمه فقال له امرؤ القيس: اضرب. فضرب، حتى إذا فرغ قال: ما كنت لأفسد عليك دستك. ثم سأل الرسول عن أمر أبيه فأخبره فقال: الخمر والنساء علي حرام حتى أقتل من بني أسد مائة، وأجز نواصي مائة. وقيل: إنه لما خرج مراغما له كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذهم من طيئ وكلب وبكر بن وائل، فإذا صادف غديرا أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح لمن معه في كل يوم، وخرج إلى الصيد فتصيد ثم عاد فأكل وأكلوا عنه وشرب الخمر وسقاهم وغنته قيانه، ولا يزال كذلك حتى ينفد ماء ذلك الغدير، ثم ينتقل معه إلى غيره، فأتاه خبر أبيه ومقتله وهو بدمون أتاه به رجل من بني عجل يقال له: عامر الأعور، فلما أتاه بذلك قال:
تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبون
ثم قال: ضيعني صغيرا، وحملني ثأره كبيرا. لأصحو اليوم، ولأسكر غدا، اليوم خمر وغدا أمر. فذهبت مثلا؛ أي يشغلنا اليوم خمر، وغدا يشغلنا أمر يعني أمر الحرب، وهذا المثل يضرب للدول الجالبة للمحبوب والمكروه، ثم شرب سبعة أيام ثم قال:
صفحه نامشخص