معلقات دهگانه و اخبار شاعران آن
المعلقات العشر وأخبار شعرائها
ژانرها
المعلقة. فقال له النابغة: اذهب فأنت أشعر العرب. وروي أن الفرزدق مر بمسجد بني أقيصر بالكوفة، وعليه رجل ينشد قول لبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها
زبر تجد متونها أقلامها
فسجد فقيل له: ولم يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، وأنا أعرف سجدة الشعر.
وبالجملة فمحل لبيد في الشعر مشهور، وقال من قدمه على غيره: إنه أقل الشعراء لغوا في شعره، وحكمه في شعر كثيرة، ولم يصح أنه قال بعد إسلامه إلا قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه القرين الصالح
خبره مع الربيع بن زياد
وكان لبيد في صغره تلوح عليه مخايل النجابة، ومات أبوه وهو صغير، وكانت بين بني عبس وبني عامر عداوة، فوفد بنو زياد المشهورون، وهم: عمارة وأنس وقيس والربيع العبسيون على النعمان بن المنذر، ووفد عليه العامريون بنو أم البنين، وعليهم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ملاعب الأسنة، وكان العامريون ثلاثين رجلا، وفيهم لبيد بن ربيعة وهو يومئذ غلام له ذؤابة، وكان الربيع بن زياد العبسي ينادم النعمان، وكان النعمان يقدمه على من سواه، وكان يدعى الكامل سمته أمه بذلك لقصة مشهورة استشارت فيها إخوته فلم يشيروا عليها بالصواب، فأشار هو به، وكان أصغرهم.
فضرب النعمان قبة على أبي براء، وأجرى عليه وعلى من كان معه النزل، وكانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فتفاخر يوما العبسيون والعامريون عند النعمان، فكاد العبسيون يغلبون العامريين، وكان الربيع إذا خلا بالنعمان يطعن فيهم، ويذكر معايبهم، ففعل ذلك مرارا، فنزع النعمان القبة التي كان ضربها على أبي براء وقومه، وقطع النزل، ودخلوا عليه يوما فرأوا منه جفاء، وقد كان قبل ذلك يكرمهم ويقدم مجلسهم فخرجوا من عنده غضابا، وهموا بالانصراف، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم ويرعاها، فإذا أمسى انصرف بها فأتاهم تلك الليلة وهم يتذاكرون أمر الربيع، فقال لهم: ما لكم تتناجون؟ فكتموه، وقالوا له: إليك عنا. فقال لهم: أخبروني فلعل لكم عندي فرجا. فزجروه، فقال: لا والله لا أحفظ لكم، ولا أسرح لكم بعيرا أو تخبروني.
صفحه نامشخص