جهتگیری سیاسی مصر در دوران محمد علی: بنیانگذار مصر مدرن
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
ژانرها
33
على أنه كان برغم ذلك على استعداد لأن يفتح باب المفاوضة في شهر نوفمبر مع أي رسول يروق للسلطان أن يرسله إلى الإسكندرية.
34
وأرسل يوصي ابنه إبراهيم بألا يعلن انتهاء حكم السلطان في سوريا ما لم يحصل أولا على فتوى من رجال الشرع المحليين بأن السلطان محمود قد خلع لعدم لياقته للحكم.
35
على أن السلطان كان تحت ستار هذه المحاولات يعد العدة لبذل مجهود نهائي لطرد قوات الوالي الثائر من سوريا. وفي الواقع لم تكن مفاوضاته إلا ذرا للرماد في عيني العدو لتخدير أعصابه وليلهينه عن مواصلة الزحف على الآستانة أو مضاعفة قواته ريثما تتم الاستعدادات التركية.
أما إبراهيم فكان قد وصل بجيشه شمالا إلى قونية، حيث اضطر لوقف الزحف بسبب تخوف أبيه من أن تؤدي مواصلة الزحف إلى تدخل الدول الغربية، وفي نهاية سنة 1832م تولى رشيد محمود باشا الصدر الأعظم بنفسه القيادة ضد إبراهيم.
وكان الجيش التركي كثير العدد تسنده وحدات قوية من البوسنة وألبانيا، وفي 21 ديسمبر التحم الجيشان بالقرب من قونية فلم تلبث الخيالة التركية أن غادرت المعمعة، بينما المشاة قد سمح لهم بالهجوم إلى أن تبينوا فجأة أنهم بين نارين وقد هزموا شر هزيمة، ووقع الصدر الأعظم نفسه في الأسر، ومن ثم صارت الطريق إلى الآستانة مفتوحة ولا مدافع عنها، فاستقر رأي إبراهيم على مواصلة الزحف فورا على أمل مواجهة أوروبا بالأمر الواقع وهو خلع السلطان، ولكنه تلقى في قوتاهية كتابا من أبيه يأمره بالتوقف أينما كان.
وقد كان هذا القرار بناء على التدخل الأوروبي الذي كان يخشاه محمد علي منذ زمن، فإن الإشاعات راجت في 12 يناير سنة 1833م ووصلت إلى إسكندرية بأن الأتراك قد قبلوا المحالفة التي عرضتها روسيا عليهم،
36
صفحه نامشخص