جهت‌گیری سیاسی مصر در دوران محمد علی: بنیان‌گذار مصر مدرن

هنري دودويل d. 1360 AH
55

جهت‌گیری سیاسی مصر در دوران محمد علی: بنیان‌گذار مصر مدرن

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

ژانرها

22

على أن السلطان محمود كان لا بد له أن يعلم عندما فاه بهذا الوعيد أنه ليس كسليمان القانوني.

وليس من شك في أن هذه الخزعبلات والأوهام لم يكن لها نصيب بين المشروعات التي كانت تجول في خاطر محمد علي؛ فلقد كانت الغاية الوحيدة التي يسعى طول الوقت لتحقيقها هي تعزيز مركزه في داخل الإمبراطورية العثمانية وخارجها مع تفضيل الفكرة الثانية، فيما لو مكنته الظروف من ذلك، وقد قلق أشد قلق عند سماعه بنبأ التحاق لورد كوشران - ذلك الأميرال المتقلب - بالأسطول اليوناني،

23

وأنه نظر إلى التوبيخات الإنجليزية بغير العين التي نظر بها الرئيس أفندي إليها، وقد قيل إنه عثر على المفتاح اللازم لتحريك العالم الأوروبي.

فقد عرض على إنجلترا قبل بداية الثورة اليونانية بزمن بعيد شروطا اختيارية، ومن أجل هذه الشروط كان صولت شديد الرغبة في زيارة لندن سنة 1820م لأسباب صحية - على ما قيل - ولكن في الواقع لأسباب تتعلق بشئون الدولة. وقد كتب صولت بهذه المناسبة: «إن رجلنا العظيم هنا قد ألح علي في تبليغ رسائل لا أستطيع إثباتها على الورق.»

24

وعلى أن شيئا لم يترتب على هذا العرض. وفي سنة 1826م حظرت لاسنداتفورد كاننج في الآستانة هذه الحقيقة البديهية؛ وهي أن أسهل طريقة لتليين قناة الحكومة العثمانية هي الحصول على تأييد باشا القاهرة.

ولهذا كتب إلى صولت يسأله «ألا يعتبر محمد علي أنه بدلا من محق اليونانيين مع ما في ذلك من المجهود أن الأصلح له أن يحصل على نصيب في الجزية التي كان يقترح وقتئذ أن تقدمها اليونان إلى الباب العالي يضاف إليها إعطاء ولاية سوريا لولده إبراهيم.»

25

صفحه نامشخص