118

جهت‌گیری سیاسی مصر در دوران محمد علی: بنیان‌گذار مصر مدرن

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

ژانرها

82

وحسبك دليلا على الاعتراف بما قدمه من الخدمات في أزمة 1840م أنه سمح له بقبول وسام قائد فرقة تركية.

83

ولنذكر هنا - لا على سبيل الحصر، بل على سبيل المثال - حادثين تافهين لهما أهميتهما؛ إذ يدلان كيف كانت الأمور بعمله غير مأمونة العواقب ومصحوبة بكثير من التهور وعدم الاعتدال. فلقد ذكر هودجز أن قنصل السويد العام حبذ عمل محمد علي في اعتقال الأسطول التركي، وفي الحال بدون انتظار وصول تفاصيل أخرى طلب بالمرستون إلى الحكومة السويدية استدعاءه، ولكن هذه الحكومة أصرت على معرفة الأسباب، وهنالك كتب بالمرستون إلى هودجز يطلب بعض تفاصيل ومناسبات تخدش سمعة القنصل وتحرجه في نظر حكومته، ولكن هودجز عجز عن تلبية رغبة رئيسه.

84

وفي الحادث الثاني سنة 1840م ذلك أنه وصلت إلى هودجز في 5 مايو رسالة خاصة بمحاكمة بعض اليهود في دمشق، وقد طلب إليه في الرسالة المذكورة أن يهول بما تركته «هذه الفظائع الوحشية» من آثار العار حول اسم حاكم يفاخر بأنه ممن يعملون على خدمة قضية المدنية،

85

وقد جاء في رسالة تالية وصف «لشعور السخط العام» الذي عم البلاد الإنجليزية من أقصاها،

86

وحسبك هذا دليلا على مبلغ الاستعداد وعدم التردد في تصديق أسوأ الإشاعات والأقاويل. أما الحادث المشار إليه فيتلخص في اتهام اليهود بذبح أحد المسيحيين لخلط دمه بالخبز غير المخمر. وقد كان الاعتقاد بوجود هذه الإجراءات سائدا في شرق شاطئ البحر المتوسط كما كان سائدا في أوروبا في العصور الوسطى، وقد قبض على المتهمين وحوكموا أمام المحاكم العادية وصدر الحكم عليهم، ولكن تبين لسوء الحظ هناك ما يدعو إلى الظن بأن شريف باشا، وهو الحاكم الذي عينه محمد علي في دمشق قد توخى الاعتدال في تصرفاته؛ ذلك أنه نزل على نصيحة مندوب القنصل الفرنسي.

صفحه نامشخص