مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

محمد ریاض d. 1450 AH
189

مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

مصر: نسيج الناس والمكان والزمان

ژانرها

المنتج من زيوت الخضروات والحبوب كفول الصويا ... إلخ. وقد سبق لي أن كتبت عنهما بعنوان «هل يمكن زراعة الطاقة في مصر» - الأهرام أبريل 2006.

حقا إن هذه الطاقات المتجددة لا تزال تشكل نسبة صغيرة من الطاقة على مستوى العالم. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال وبوصفها أكبر منتج ومستخدم للطاقة، نجد أن الوقود الحفري - بمعنى أن له مخزونا ينضب - ما زال يمثل في 2004 النسبة الكبرى من مصادر الكهرباء المستهلكة، تبلغ 86٪ موزعة على البترول 40٪، ولكل من الغاز والفحم 23٪، بالإضافة إلى 8٪ من المحطات النووية. ويتبقى 6٪ من الكهرباء تنتج من مصادر الطاقة المتجددة تتوزع على المصادر التالية: البيوجاز (47٪)، والطاقة الكهرومائية من السدود (45٪)، والجيوثرمال (6٪)، والرياح (2٪)، وأخيرا الطاقة الشمسية (1٪). وفي ألمانيا كانت المصادر الحفرية للطاقة تمثل 84٪، والطاقة النووية (12,6٪)، وأشكال الطاقة المتجددة 3,4٪، مع ملاحظة أن الليجينايت - الفحم البني قليل الدرجة - يكون 11٪، لكن استخدامه يتناقص بنسبة 1,5٪ سنويا. وبالتالي فالاعتماد هو على البترول (36,4٪)، والغاز الطبيعي (22,5٪)، والفحم الحجري (13,7٪). (4-3) مستقبل الطاقة المتجددة

وبرغم صغر المساهمة للطاقة المتجددة إلا أن بعض أنواعها تنمو سنويا بسرعة أكبر بكثير من الطاقة الحفرية. في الولايات المتحدة أيضا نمت أشكال الطاقة للفترة 2000-2005 على النحو الآتي: الطاقة الشمسية 29٪، طاقة الرياح 26٪، البيوجاز 17٪، مقابل الفحم الذي نما بنحو 4,4٪، والغاز 2,5٪، والبترول 1,6٪، والطاقة النووية 1,1٪. وفي ألمانيا تراجعت الطاقة المائية في 2003 بنسبة ناقص 6٪ «بسبب جفاف الأنهار»، مقابل نمو 20٪ في استخدام طاقة الرياح، برغم انخفاض قوة الرياح في الصيف، وتفسير هذا النمو الكبير راجع إلى زيادة الاستثمار في إقامة محطات طاقة الرياح. والخلاصة: أن الدول المتقدمة آخذة في الاهتمام بتنمية مصادر الطاقة المتجددة؛ لأن كثيرا من مصادر الطاقة الحفرية - باستثناء الفحم - مستوردة من بعض دول العالم النامي، وبخاصة دول البترول في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، والغاز الطبيعي وبخاصة من روسيا وكندا ودول الخليج العربي.

وأيا كانت دلالات هذه الأرقام فإن نتائجها النهائية تظهر واضحة في كم استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية. فحسب أرقام سنة 2000 كان استهلاك الفرد من الطاقة مقوما بكيلوجرامات فحم حجري مكافئ

SKE

في بعض الدول كالآتي: +11 ألف كيلوجرام في كل من كندا والولايات المتحدة، و+5000 في كل من فرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا واليابان، مقابل 976 كيلوجرام لمصر، و602 للصين و450 للهند، وكان المتوسط العالمي 1900 كيلوجرام/فرد. ودلالة ذلك أن اختلاف الدول في استهلاك الطاقة هو أساس الفجوة الكبيرة بين العالم المتقدم والعالم النامي. (4-4) ماذا لدينا في مصر؟

لا تختلف مصر عن كثير من دول العالم في أن إنتاج الطاقة يأتي من مصادر متنوعة حفرية وطبيعية. وبحكم ظروفنا الجغرافية فإن تركيز إنتاج واستهلاك الطاقة يكاد أن يلتزم تماما بالمعمور المصري الأساسي، وهو الوادي والدلتا - نحو 94٪ من الإنتاج، و6٪ بقية الدولة.

وأيضا بحكم التركيب الجيولوجي الحفرية لدينا مرتبطة بحقول البترول الرئيسية المنتشرة في مياه خليج السويس وحوله، بينما تكاد تتركز حقول الغاز الطبيعي في شمال الدلتا ومياه البحر المتوسط. ولحسن الحظ لم يوجد لدينا من حقول الفحم الحجري ذو الأضرار السيئة بيئيا ومناخيا، باستثناء فحم المغارة في شمال سيناء وهو من النوع غير الجيد، وربما نضطر إلى استخدامه بتكنولوجية عالية في حال الاحتياج الملح.

وأخيرا فإن هناك جدل حول مصدر للطاقة النووية في مصر. هناك مواد مشعة كالرملة السوداء، أو ربما معادن مشعة مرتبطة بمعادن أخرى كالفوسفات وغيره. والأمر يحتاج إلى بحوث ومخصصات مالية وكشفية عالية؛ لحسم موضوع اليورانيوم وحجم مخزونه، وتكلفة إنتاجه أو شرائه من الخارج مخصبا أو لتخصيبه ... إلخ. (راجع محمد فريد خميس في الأهرام 25 نوفمبر 2006، بعنوان «الجدل حول اليورانيوم في مصر»). (4-5) مصادر الطاقة المتجددة

أما المصادر الطبيعية المتجددة للطاقة في مصر فهي في الواقع هبة الموقع الجغرافي - على نحو مقولة هيرودوت أن مصر هبة النيل - فتكوين النيل والموقع الفلكي والمناخ الجاف كلها عوامل ظهور أشكال الطاقة المتجددة، هي مصادر كبيرة وتنتشر بتعادليات مدهشة بين أقاليم مصر.

صفحه نامشخص