مصر من ناصر إلى حرب
مصر من ناصر إلى حرب
ژانرها
ومن غير المستبعد أن يكون السادات قد فعل ذلك أمام هيكل خصوصا ليدفع به إلى نوع من الضلال لعلمه ببعض أفكار هيكل المؤيدة للصداقة مع الاتحاد السوفييتي، وهي أفكار كانت تقف آنذاك على النقيض من نيات السادات نفسه.
ص24:
انقطع حديث السفير السوفييتي مع السادات عشية الحرب، وانقطعت معه على وجه الخصوص، آراؤه التي لم يسجلها بالمناسبة أحد من المصريين في تلك الأمسية.
إن أي سفير سوفييتي لم يكن بإمكانه إطلاقا أن يقول إنه كان يعرف مسبقا أي جواب سيعطيه القادة السوفييت على هذا الطلب أو ذاك من جانب رئيس دولة أجنبية. جدير بالذكر أيضا أن السادات في هذا اللقاء لم يذكر أي كلمة «تنبؤية» حول أن الأيام القادمة سوف تكون «اختبارا حقيقيا وعمليا للمعاهدة السوفييتية المصرية». كل ذلك يقودنا إلى فكرة أن قصة هذا الحديث (الذي أورده هيكل في كتابه، المترجم)
2
قد أوحى بها السادات إلى هيكل، أو أن هيكل قد اختلقها جزئيا.
في هذا الحديث اكتفى السادات بالحديث مغمغما حول عدم قدرة مصر «تحمل» مثل هذا الوضع، وأنه لا يستبعد «انفجاره».
ص26:
في اجتماع مجلس الأمن القومي في الثاني من أكتوبر عام 1973م، ألقى السادات تصريحا مثيرا للانتباه حول أن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية مستعدان، على ما يبدو، للتوصل إلى اتفاق حول كل القضايا، بما في ذلك قضية الشرق الأوسط؛ ولهذا فإن لدى مصر، على حد قوله، فرصة أخيرة للقيام بأعمال مؤثرة.
كان السادات يعلم جيدا أن الاتحاد السوفييتي لا تربطه بالولايات المتحدة الأمريكية أية معاهدات بشأن الشرق الأوسط، لكنه كان بحاجة إلى أن يخلق انطباعا فحسب بوجود مثل هذا الاتفاق في حالة إذا ما اعتزم الانتقال إلى انتهاج سياسة موالية للأمريكيين.
صفحه نامشخص