مصر من ناصر إلى حرب
مصر من ناصر إلى حرب
ژانرها
ص212:
ليست موسكو هي التي اقترحت الاتصال بالعراق لتطلب منها إرسال دبابات إلى الجبهة السورية، إنما كان السوريون هم الذين طلبوا منا أن نخاطب نحن العراقيين في هذا الشأن.
ص212:
كان السادات ضد وقف إطلاق النار؛ لأن خطة السادات والأمريكيين الأساسية كانت قد سقطت؛ لم يكن الأمريكيون حتى ذلك الحين يملكون أي مبرر للتدخل أو ممارسة «الضغط» على إسرائيل وما إلى ذلك. إن وقف إطلاق النار ، على الرغم من أنه كان من الممكن أن يعطي للعرب أفضلية، فإنه لم يكن ليعطي السادات أي شيء في سياق خطة لعبته مع الأمريكيين. ولعله كان سيمثل عندئذ هزيمة لإسرائيل، الأمر الذي لم يكن الأمريكيون ليسمحوا به. إن قتل عدد محدود من الجنود الإسرائيليين من أجل تحقيق الأهداف السياسية للولايات المتحدة الأمريكية هو ما وافق عليه الأمريكيون وليس هزيمة إسرائيل. في الواقع فقد ساعد السادات بذلك كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
رغم ما يبدو في هذا الأمر من مفارقة، فإن وقف إطلاق النار، كما كشفت الأحداث التالية، أنه كان أجدى للعرب، أما السادات فظل يقاوم ذلك! من هنا جاءت «نصائحه» السخيفة للأسد.
ص213:
يبدو واضحا هنا أن الكاتب قد انصاع وراء هذا التفسير الساذج لتوقف القوات المصرية بعد العبور السهل نسبيا للقناة، زاعما أن المصريين قد أقاموا «جدارا دفاعيا قويا» على الضفة الشرقية للقناة لا بد أن تتحطم عليه هجمات الإسرائيليين. لا بد أن يكون الإسرائيليون من السذاجة بمكان ليتعاملوا مع هذه «الخطط».
ص213:
مرة أخرى يعود هيكل ليكرر رد الأسد مستندا إلى حكاية السادات، لا استنادا إلى وثيقة؛ فالأسد لم يتحدث عما قاله السفير الروسي لدى القاهرة (للسادات (المترجم))، كما أنه لم يتحدث عن انتفاء الحاجة للجوء للعراق طلبا للمساعدة.
في الواقع، فقد نفى الأسد ما قاله في حديثه مع السفير الروسي لدى دمشق في الرابع والسادس من أكتوبر بخصوص رغبته في أن يتخذ الاتحاد السوفييتي مبادرة لوقف إطلاق النار (مع بقاء القوات المتحاربة في مواقعها). لم يكن أمام الأسد ليتصرف على نحو آخر. وفي حديثه مع السفير السوفييتي فسر حافظ إسماعيل تصرف الأسد على النحو التالي: في الحقيقة أن الأسد، كما يبدو، اعتبر أن وقف إطلاق النار أمر ضروري بعد النجاح الأول للعرب (فقد رأى أو عرف أن المصريين لن يساعدوا سوريا التي انقض عليها الجيش الإسرائيلي كله (فينوجرادوف)). على أنه وبعد الطلب المستفز الذي قام به السادات فقد كان لزاما عليه (الأسد) أن «يحفظ ماء وجهه »، وبالطبع فقد أجاب بأنه لم يفكر في وقف إطلاق النار. هذا هو التفسير الذي أفاد به مساعد السادات إبان أحداث أكتوبر، والذي تم، بطبيعة الحال، بشكل سري.
صفحه نامشخص