مصر من ناصر إلى حرب
مصر من ناصر إلى حرب
ژانرها
مهما قلبنا الأمر على أوجهه، فإن هذا القرار الذي اتخذه السادات قد أضعف من موقف مصر. وكما يبدو، فقد جاء هذا القرار في لحظة غير مناسبة إطلاقا؛ أي في الوقت الذي كان الاتحاد السوفييتي يطرح فيه قضية التسوية في الشرق الأوسط في لقاءاته مع الأمريكيين على أرفع مستوى. لقد أضعف هذا القرار مصر على المستوى العسكري، فضلا عن، وهو الأهم، المستوى السياسي، كما أنه أفقدنا فرصة كبيرة لأن نمارس ضغوطنا على الولايات المتحدة الأمريكية.
كان الأمريكيون يتذرعون دائما بأن إسرائيل، على حد قولهم، يصعب عليها التوصل إلى سلام مع العرب بسبب «الوجود العسكري» السوفييتي في مصر. وكنا نجيب بأنه عند التوصل إلى سلام شامل فإننا «نتوقع» أن يطلب منا العرب، إنهاء مهمة العسكريين السوفييت في الشرق الأوسط. باختصار: عندما تنسحب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة، سوف ينسحب العسكريون السوفييت أيضا.
وعلاوة على ذلك، فإن «الوجود العسكري» السوفييتي، الذي كان قائما بالفعل، كان يدفع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى التعامل بمزيد من الحذر مع إمكانية وقوع عمليات عسكرية ضد مصر، تجنبا لظهور خطر المواجهة العسكرية المباشرة مع الاتحاد السوفييتي.
والآن إذا بالسادات ينتزع من أيدينا هذه الفرصة لصالح الأمريكيين.
من الواضح (شاء هيكل ذلك أم أبى) أن المسألة كلها تتلخص في أن السادات، بعد أن أصبح رئيسا بعد موت ناصر، وطد اتصالاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتخذ مساره باتجاه التخلص من الاتحاد السوفييتي. ويبدو أن هيكل شعر بذلك ولكنه خشي التصريح بذلك علنا.
ص172:
لو كان هيكل دقيقا هنا، فإن عبارة السادات «لقد قطعنا مع السوفييت»، تكشف ببلاغة قاطعة النيات الكامنة في أساس القرار الذي اتخذه السادات بشأن العسكريين السوفييت.
ص173:
لسبب ما يكرر هيكل كذب السادات بخصوص «جماعة علي صبري» واتصالاتهم بالسفير السوفييتي، وهلم جرا، وعن صفقات السلاح الواردة من الاتحاد السوفييتي. ألا يرى كم من السخافات في حديثه هذا.
ص174:
صفحه نامشخص