تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
ژانرها
الثانية:
أن اسم السلطان المالك (عبد العزيز)، فلو دعي (إسماعيل) «العزيز» لكان السلطان إذا عبده؛ أو لتبادر إلى أذهان السذج أنه عبده؛ أو أمكن، على الأقل، فتح باب لمنكت ينال الحضرة السلطانية بما ينقص من جلال قدرها.
12
فاستبعد، إذا، لقب «العزيز»، لا سيما وأنه اسم من أسماء الله الحسنى، وشرع في البحث عن غيره.
وكانت قد جرت العادة منذ أيام (محمد علي) بتسمية الديوان المصري الأعلى؛ أي: الديوان المحيط بشخص الوالي مباشرة «بالديوان الخديوي»، كما أن الولاة أنفسهم بحكم تلك العادة كانوا يدعون أحيانا «خديويين».
فبعد مناقشات ومباحثات كتابية وشفهية كثيرة، اتفقت الآراء، نهائيا، على أن تعطى صيغة رسمية لتلك العادة، وأن يكون لقب «خديو» خصيصا، من ذلك الحين فصاعدا، (بإسماعيل) وخلفائه على العرش المصري، إشعارا بإعلاء مرتبتهم إلى درجة العواهل.
فصدر بذلك في 8 يونية سنة 1867
13
فرمان تلي بمصر، بأبهة واحتفال عظيمين، حضره كل ذي حيثية في البلاد؛ واتفق الكل، لا سيما الشرقيون، على أن (إسماعيل) فاز فوزا مبينا، وأصبح حقيقة في مصاف الملوك.
ولم يكن اعتقادهم في غير محله: (أولا) بالنسبة لفخامة اللقب الجديد؛ و(ثانيا) بالنسبة للامتيازات الجديدة السنية التي أوجبها. «فخديو» كلمة فارسية بمعنى «الإله» و«الرب»؛ فهي تشعر إذا بعظمة وجلالة لا تشعر بهما لفظة «العزيز» العربية؛ وتلبس صاحبها رداء استقلال في المركز والعمل أكثر مما تلبسه إياه أية كلمة أخرى.
صفحه نامشخص