مصر در قیصریه اسکندر
مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني
ژانرها
وليس من سبب يجلعنا نشك في أن «الإسكندر» قد استقبله كاهن «أمون» استقبال من يعتقد أنه ابن الآله الأعظم، ولقد عرف الآن أن هذا كان قاعدة مرعية مع كل ملك يتبوأ عرش مصر؛ فإن كل الفراعنة منذ بداية الألف الثانية قبل الميلاد، كانوا بحكم الرسميات من أبناء «آمن-رع».
99
واتباعا للقواعد المرعية، كان «آمن» يهب أبناءه، «رقاب كل الأحياء»، «وكل الممالك، وكل الشعوب»، «وكل الأرضين التي تغشاها دورة الشمس».
ولا يبعد أن يكون المؤرخ «تارن» على حق؛ إذ يقضي بأن الإسكندر لم يقم بكل الشعائر؛ إذا قصد بها العبادات الخاصة، التي كان من المحتوم على الملوك الوطنيين القيام بها، ولكن من الجلي أنه كان من المتعذر أن يستوحى الهاتف، من غير أن تؤدى بعض الشعائر، وبخاصة تلك التي كانت تتضمن عبارات تخص الملك القائم على عرش مصر، بالنبوة الآلهية وملكوت الأرض؛ جريا على العادة التي كان يتبعها كهنة آمن، عندما يستقبلون الفرعون، إذا وفد إليهم.
وليس بذي بال أن ينعت كهنة مصر «الإسكندر» بأنه ابن «آمن»، ولكن الأمر الذي يلفت النظر أن يستمسك الأغارقة - وعلى الأرجح أن يكون «الإسكندر» قد استمسك معهم - بهذا القول، وأن يصروا على الأخذ بما فيه من ظاهر الجد أمام العالم.
ويقول «هوجرث»
100 (60) إن «الإسكندر» مضى ينتحل أنه ابن «آمن» حتى في البلاد التي لم يكن «لآمن» فيها من شأن، وليس واضحا أن شعائر الديانات التي شاعت في أواسط آسيا كانت تتضمن عبارات أو تقاليد، لها صور محدودة بينة، كالتقاليد التي تتضمنها العبادات المصرية، من حيث إثبات بنوة الملوك الفانين للآله الأبدي الأعظم.
101
ولكن الثابت تحقيقا، وبالرغم من أن أتباع «الإسكندر» قد أمعنوا في نسبة القدسية إليه تشريفا له وتبجيلا وهو على رأس زحفه، وبالرغم من أن نقاده من الإغريق وغيرهم قد أمعنوا في التنديد بهذه القدسية، والاستهزاء بها، أن وجه تقديسه قد ظل قائما على بنوته لأمون.
على أن تأليه «الإسكندر» بعد موته، ذلك التأليه الذي روج له أتباعه؛ خدمة لأغراضهم ومراميهم، قد اعتبر في آسيا الصغرى وسوريا وبابل - ومنذ أول القول به إلى نهاية الاعتقاد فيه - تأليها في الهيكل المصري، لا في الهيكل الآسيوي؛ فقد كان من حظ الأغارقة، وبخاصة من حظ الأمراء المحبين لأهل الروم،
صفحه نامشخص