وهذا حب عبادة وتأله وتعظيم؛ ولهذا (١) ونحوه كفَّرهم الله تعالى (٢) وأباح دماءهم وأموالهم ونساءهم لعباده المؤمنين حتى يسْلموا، ويكون الدين كله لله، فالنزاع في هذا.
فمن عرف هذا الشرك وحقيقته، وعرف مسمى الدعاء لغة وشرعًا، وعرف أن تعليق الحكم في هذه الآيات على الشرك والدعاء يؤذن بالعلة (٣) تبيَّن له الأمر، وزال عنه الإشكال، ومن يهد الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل (٤) فلا هادي له.
فمن عبد غير الله، وعدل بربه، وسوَّى بينه وبين غيره في خالص حقه: صدق عليه أنه مشرك ضال غير مسلم، دهان عفر المدارس، ونضب القضاة، وشيَّد المنار، ودعا بداعي الفلاح، لأنه لا يلتزمه، وبَذْلُ الأموالِ، والمنافسة على صورة العمل (٥) مع ترك حقيقته لا تقتضي الإسلام؛ ولأهل الكتاب في عمارة البِيَعِ والكنائس والصوامع اجتهاد عظيم، ومحبة شديدة. وقد قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ [المائدة: ٦٨] (٦) [المائدة / ٦٨] .
_________
(١) في (م): " فبهذا "، وفي (ح): " فهذا ".
(٢) في (ح): تعالى به.
(٣) في (س) و(م) و(ح): " بالعلية ".
(٤) في (س) زيادة: " الله ".
(٥) في (س): (صورته) .
(٦) في (س) زيادة: وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ.
1 / 74