حق لا شك فيه، والآيات تدل عليه، وتشهد له، وهذا المعنى دلَّت عليه كلمة الإخلاص تضمنًا؛ وهو ظاهر بحمد الله.
والمعترض حذفه عمدًا، وأخذ وسط العبارة، وقصده الترويج والتمويه، (وقد ورد حديث مرفوع: " «لا يستقيم إيمان عبد حتى تستقيم جوارحه» (١) ") (٢) وكذلك قول الشيخ في آخر كلامه: (فإذا كانت هذه الآية فيمن وافقهم بلسانه إذا أوذي فكيف بغير ذلك)؛ وأن هذا يدل على أن الكلام فيمن لم يصرح بعيب آلهتهم، وتسفيه أحلامهم، والتصريح لهم بذلك، وهو غاية العداوة والبغضاء، فحذف هذا المعترض أول الكلام وآخره ليروج ويلبس، وهذا من نوع التحريف والإلحاد ولي الألسن، وهو حرفة يهودية ورثها من ورثها.
وقد قال تعالى: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: ١٠٦] [النحل -١٠٦] .
والإكراه له صور (٣) خاصة قولية لا فعلية (٤) وما عداها فلا رخصة فيه، والآية عامة يدخل فيها دخولًا أوليًّا (٥) من لم يعب دين المشركين،
_________
(١) أخرجه أحمد (٣ / ١٩٨)، والشهاب القضاعي في مسنده (ح / ٨٨٧)، وفيهما " ولا تستقيم جوارحه حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ".
(٢) ما بين القوسين ساقط من (س)، ومكانه زيادة: " بأن العداوة المقصودة جنس آخر ونوع ثاني غير عيب دينهم، وضعف آلهتهم بما لهم من الصفات التي تبطل عبادتهم وتسفه من دعاهم ".
(٣) في (س): " صورة "، وفي (ح): " صوران ".
(٤) سقطت " قولية لا فعلية " من (س) .
(٥) في (ق): " أولويًّا ".
1 / 71