يسمى ما صنف في إسناد تدبير العالم إلى الأولياء بـ " كرامات أولياء الله ". وسمى ابن عربي كتابه في الاتحاد: " الفتوحات المكية " وآخر سماه بـ " الفصوص "، وصنف أبو حامد الغزالي كتابه المعروف، وسماه: " إحياء علوم الدين " وقد أمات به من أصول الدين ودعائمه ما يعرفه من عرفه، وصنَّف محمد بن زكريا المتطبب كتابه في الطعن على الأنبياء، وردَ عليه أبو حاتم الرازي المتكلم.
وهذا التلبيس لا يروج على من عرف الحقائق، وهذا الرجل يتمدح بما لا يجدي (١) . وقد ردَّ أمثاله من الضالين على شيخ الإسلام وإخوانه الموحدين، فما زادهم ذلك إلا شرفًا وعزًّا، وشهادة بصحة ما هم عليه:
والضد يظهر حسنه الضد (٢) ... وبضدها تتبين الأشياء
وللشيخ أسوة بأئمة الهدى، وسادات الأولياء، وما أحسن ما قال
شيخ الإسلام ابن تيمية:
لو لم تكن لي في القلوب مهابة ... لم تكثر الأعداء في وتقدح
كالليث لما هيب خط له الزبى ... وعوت لهيبته الكلاب النبّح
يرمونني شزر العيون لأنني ... غلَست في طلب العلا وتصبحوا (٣)
وقال أبو الطيب:
_________
(١) في (س): " بما هو عين العيب والذم ".
(٢) في (ح) " بالضد ".
(٣) في (ح): " وتصبح ".
1 / 65