فصل في العموم والخصوص العام:
هو اللفظ الدال لإستغراق مايصح أن يطلق عليه مثل ما للأجناس استفهاما وموصلة وموصوفة وشرطا كقوله تعالى{ومارب العالمين}حاكيا عن فرعون أي: أي الأجناس هو؟ فقال موسى: {رب السماوات والأرض وما بينهما} أي هو رب الأجناس وليس منها. ومن لمن يعلم والنكرة إذا كانت في الإثبات مفعولا لفعل الأمر نحو (اضرب رجلا) أفاد شمول التخيير في ضرب أي رجل شئت ومنه قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(البقرة:67) لولا تعنت بني اسرائيل. والدليل على ذلك صحة الإستثناء في بنحو قولك (اضرب رجلا إلا زيدا) ولأنه بمعنى اضرب واحدا ممن شئت.وإن كان في سياق النفي أو الشرط أفاد كل من يطلق عليه بلا تخيير نحو قوله تعالى{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره}(التوبة:06) وإن امرء هلك ليس له ولد.وإن امرأة خافت ونحو قولك: (لاتضرب رجلا) فإنك إن خالفت في واحد فقد أخللت بما أفاده اللفظ عند جميع أهل اللسان العربي.ومن ألفاظ العموم كل وجميع ونحوه إذا كانت في الإثبات أو متقدمة على آلة النفي.وأما إذا تأخرت عنها فالمراد إفعل البعض لا الكل عرف ذلك بالإستقراء ومن ألفاظه مادخل عليه الألف واللام لغير معين ولا للتعريف اللفظي نحو قوله {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}(العصر:2،3) وقوله تعالى{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما}(النور:02) ومن ألفاظه أسماء الشرط نحو مهما وأيما ومنه المشترك إذا لم يكن بين ضدين في محل واحد أو لم تقم قرينة لأحد المعنيين كقوله تعالى{إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}(الأحزاب:56)فإن الصلاة من الله معظم الرحمة ومن الملائكة الإستغفار وقد شملهما اللفظ.
صفحه ۹