فقال في هدوء غريب: حسن، تمت دراسة الموضوع بدقائقه.
انقبض قلبي.
انقبض قلبي. نظرت إليه بتسليم واهتمام وقلق. قال: أنا المهندس المختص وأنت المشرف على حسابات القسم، سواق اللوري مضمون، وكذلك الخفير، لم يبق إلا أن نجتمع للقسم على القرآن.
ضحكت رغما عني. نظر إلي متسائلا، ثم أدركت النكتة التي أفلتت منه بلا قصد. ضحك أيضا، ثم قطب قائلا: ليكن، إنه مال بلا صاحب، تصور ما يعنيه لوري من الغزل في السوق السوداء، عملية مأمونة ويمكن أن تتكرر أربع مرات في الشهر.
رحت أفكر وأحلم. وواصل علي حديثه قائلا: الخطوات المشروعة سراب، صدقني. ترقيات وعلاوات ثم ماذا؟ بكم البيضة؟ .. بكم البدلة؟ وها أنت تتحدث عن فيلا وسيارة وامرأة. حسن، أفتني إذن، وقد انتخبت عضوا في الوحدة فماذا أفدت؟ وانتخبت عضوا في مجلس الإدارة فماذا جد؟ وتطوعت لحل مشكلات العمال، فهل فتحوا لك أبواب السماء؟ والأسعار ترتفع والمرتبات تنخفض والعمر يجري، حسن، ما الخطأ؟ كيف وقع؟ أنحن أرانب معمل؟ عزيزي .. اعدلني على القبلة.
سألته وصوتي يقع من سمعي موقع الصوت الغريب: متى نشرع في العمل؟ - لن نبدأ قبل شهرين وربما ثلاثة، يجب أن يكون التخطيط أساس عملنا، وبعدها حياة خالد الذكر هارون الرشيد.
رغم أن مقاومتي الحقيقية كانت قد انهارت من زمن بعيد إلا أن قلبي ناء بهم ثقيل. وجعل ينظر في عيني ببصر حاد. ثم سألني: هه؟
فانفجرت ضاحكا: ضحكت حتى دمعت عيناي، وطالعني وجهه طيلة الوقت صلبا باردا متسائلا. ملت نحوه فوق المائدة ثم همست: أوكي أيها الزميل العزيز.
شد على يدي ثم ذهب. لبثت وحدي موزعا بين أفكاري. - أستاذ .. سأحتاج قريبا إلى خبرتك.
سألته عما يريد فقال: سأشتري - إن شاء الكريم - مطعم بنايوتي عندما يقرر السفر إلى الخارج.
صفحه نامشخص