لبثت لحظات ذاهلا قبل أن يستقر الخبر في وعيي وإدراكي. واكتسحني شعور من الانزعاج والإشفاق والقلق حيال طبيعة الموت الغامضة المقتحمة. وسألت: ميتا؟ - بل قتيلا. - ولكن ...
فقاطعتني المدام: اقرأ الجريدة، إنه خبر مزعج، وقلبي يحدثني بمتاعب كثيرة.
تذكرت المعركة الأخيرة أمام المصعد فامتعضت نفسي. وخشيت أن تمتد إلي المتاعب التي تنبأت بها المدام. وسألت وأنا أدرك سخف السؤال وعمقه: ترى من يكون القاتل؟
فقالت المدام: هذا هو السؤال طبعا.
وقال طلبة مرزوق: وعندما يسألون عن أعدائه ...
أجبت وقد استعدت شيئا من روح السخرية: في الحق لم يكن له صديق بيننا!
فقال طلبة مرزوق: وهل يكون له أعداء آخرون؟ - ستعرف الحقيقة عاجلا أو آجلا.
وسألت عن زهرة فأجابت المدام: في حجرتها على أسوأ حال.
أفقت من وقع الخبر فرددت قائلا: لتكن مشيئة الله.
كان في نيتي أن أخبر المدام بما استقر عليه رأيي من الانتقال من البنسيون ولكني أجلت ذلك إلى وقت آخر. ولما هممت بالخروج قال لي طلبة بك: محتمل أن ندعى جميعا لسماع أقوالنا.
صفحه نامشخص